تحت شعار "القراءة في مواجهة الإكراهات"..انطلاق الملتقى الوطني لنوادي وفعاليّات القراءة

افتتح السبت بالجزائر العاصمة الملتقى الوطني لنوادي وفعاليات القراءة بمشاركة نوادي وجمعيات قراءة وكتاب ومثقفين من مختلف الولايات.

وعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة تنظيم منصات تفاعلية لعدد من الروائيين كأمين الزاوي ومحمد ساري الذين قدموا تجاربهم في مجال الكتابة مبرزين تأثير القراءة والمطالعة في تشكيل شخصياتهم الأدبية.

كما تم تكريم عدد من الكتاب والباحثين والناشطين الثقافيين كالكاتبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي والباحثة في التراث زبيدة معمرية والروائي جيلالي خلاص بالإضافة إلى الناشط الثقافي أحمد تيسة (صاحب مبادرات قراءة).

وأكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أن قطاعها سيعمل على "مرافقة وتأطير" نوادي القراءة معلنة من جهة أخرى "تفعيل صندوق الاستنساخ" التابع للوزارة لـ "دعم الكتاب بمنح تفرغ للكتابة وإقامات كتابة للشباب المبتدئ وكذا إيجاد مكتبات جديدة ودعم المكتبات الموجودة ...".

وقال من جهته وزير التربية الوطنية محمد واجعوط أن وزارته تعمل على "ترسيخ المقروئية في الوسط الشبابي ومنه الوسط المدرسي لتشجيع التلاميذ على القراءة واكتشاف المواهب ..." مذكرا بالاتفاقية الإطار مع وزارة الثقافة التي ترمي لتعزيز الأنشطة الثقافية.

كما لفت إلى أهمية "إعطاء المرجعية الثقافية الجزائرية مكانتها" في سوق الكتاب مع "الانفتاح على الابداع الخارجي".

وقال من جهته قسوم عبد المالك من نادي "تقرت تقرأ" بورقلة الذي تأسس في 2015 أن هذا الملتقى سيسمح له بـ "تبادل الخبرات والتجارب والخروج بأفكار جديدة في مجال القراءة بهدف الارتقاء بفعل القراءة".

ودعا هذا الناشط الثقافي إلى "توفير فضاءات مناسبة لفائدة نوادي القراءة عبر الولايات من أجل تسهيل مهامها".

وسيعرف هذا الملتقى الوطني تنظيم العديد من المنصات التفاعلية بمشاركة روائيين وشعراء وأكاديميين ونقاد بالإضافة إلى محاضرات وورشات حول الأدب والتراث والتاريخ والفلسفة والتربية والإعلام وكذا فعل القراءة.

وتستمر فعاليات هذه التظاهرة -التي تنظمها وزارة الثقافة والفنون بقصر الثقافة والمكتبة الوطنية و دار عبد اللطيف- إلى غاية ال4 فيفري المقبل.

ويجمع عدد من الناشرين والمؤلفين والنقاد على أن الكتابة للطفل في الجزائر لا يزال حضورها "ضعيفا" في ظل "رداءة" الإصدار المحلي و"تغلغل المحتوى الأجنبي" و"قلة اهتمام الجهات الوصية"، رغم أنها عاشت "ازدهارا" في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

وترى الأديبة جميلة زنير، التي بدأت الكتابة للطفل في الثمانينيات وفي رصيدها حوالي "700 قصة" في هذا المجال، أن وضعية هذا الأدب "كارثية" مقارنة بالسبعينيات والثمانينيات لما عرف "ازدهارا كبيرا" مضيفة أنه "ليس هناك اهتمام بالطفل سواء في مجال القصة أو غيرها من الوسائط كالموسيقى".

ودعت المتحدثة إلى "تشكيل لجنة مشتركة بين وزارتي الثقافة والتربية تضم فنانين ونفسانيين ومربين وخطاطين ورسامين وغيرهم للعمل على النهوض بهذا المجال" خصوصا وأن الجزائر "تكتنز الكثير من الأدباء المبدعين الذين لم يجدوا من ينشر لهم أعمالهم"، على حد قولها.

ويرى الناشر عبد الحليم صالحي مدير "المكتبة الخضراء" التي تأسست في الثمانينيات وتصدر كتبها بالعربية والفرنسية، أن سوق كتاب الطفل "غير منظم" و"لا يراعي النوعية" كونه "ذي صبغة سوقية أكثر منه مهني" داعيا الجهات الوصية (وزارتي الثقافة والتربية) إلى "دعم الناشرين المحترفين المتخصصين" وحماية هذا السوق من "تغلغل المستوردين والناشرين الأجانب بكل ما تحمله إصداراتهم من محتوى دخيل".

غير أن ناشرين آخرين لا يعتبرون أن وضعية أدب الطفل سيئة لهذه الدرجة على غرار دار "أطفالنا" التي يعتبر مديرها فراس الجهماني أن هناك نشر "لابأس به" في هذا المجال رغم بعض الصعوبات التي تواجهه كـ "النقص" في الكتاب المتخصصين و"قلة" الدور المهتمة بهذا الشق الأدبي نافيا "مزاعم وجود منافع تجارية كبيرة" منه خصوصا وأن هامش ربحه "ضعيف جدا" نتيجة تكلفته الغالية وسعره الرخيص مقارنة بالإصدارات الأخرى.

ويعتبر من جهته الناقد الجامعي محمد ساري أن أدب الطفل في الجزائر "ليس مهمشا" وإنما "غير بارز" للرأي العام بسبب "عدم اهتمام" النقاد والإعلام به خصوصا أنه "لا يعبر عن مجتمعه" حيث أن أغلبه ترجمات لقصص وحكايا عالمية موضوعة في سياق محلي مؤكدا في هذا الصدد على أن أدب الفتيان (أدب الناشئة) هو "الغائب حاليا وليس أدب الطفل".

 

ثقافة وفنون