أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, كمال بلجود, هذا الاثنين بالجزائر العاصمة, أن قطاع الحماية المدنية يحظى بـ"الأولوية" في رسم سياسات واستراتيجيات الدول, مشيرا الى أن وزارته "لا تدخر" أي جهد لدعمه بالوسائل البشرية المؤهلة والمادية.
وقال بلجود في كلمة ألقاها نيابة عنه المفتش العام لوزارة الداخلية, بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية المصادف للفاتح مارس من كل سنة, نظم بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء, أن قطاع الحماية المدنية أصبح يحظى ب"الأولوية في رسم سياسات واستراتيجيات الدول, فيما يتعلق بالوقاية وإدارة وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة", وأن وزارته "لا تدخر في سبيل ذلك جهدا لدعمه بالوسائل البشرية المؤهلة والمادية, وتوفير كافة الظروف الملائمة لغرض القيام بمهامه".
وأشار إلى أن قطاع الحماية المدنية أصبح يحظى ب"المهنية والاحترافية العالية" في التعامل مع مختلف الحوادث وفي مرافقة التظاهرات الكبرى وكذا الكوارث كالزلزال والفيضانات إلى حرائق الغابات والحوادث الصناعية, سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
وذكر في هذا الإطار, تدخل الحماية المدنية الجزائرية, في إطار التضامن الدولي, في زلزال المكسيك والسلفادور وتركيا ومصر وإيران والمغرب والهند والنيبال وحرائق الغابات بفرنسا وفيضانات السودان وكذا انفجار مرفأ بيروت بلبنان.
"كلها حوادث وكوارث, يقول الوزير, لم تكن إلا لتزيد من خبرة واحترافية فرق الحماية المدنية الجزائرية وتعزز مكانتها بين الدول النظراء", مبرزا أن الجزائر كانت من بين الدول السباقة التي آمنت بسياسة المنظمة الدولية للحماية المدنية, في مجال الوقاية وإدارة وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة.
وأشار بلجود إلى أن الجزائر بفضل "جديتها واحترافها" والتي انضمت إلى المنظمة سنة 1976, قد تأهلت لأن تترأس المجلس التنفيذي لمدة عشر (10) سنوات متتالية, وتمت تزكيتها بأغلبية الأعضاء دولة عضوا في المجلس التنفيذي إلى غاية 2024.
ومن جهته, أكد المدير العام للحماية المدنية, العقيد بوعلام بوغلاف, أن الحماية المدنية الجزائرية تعد "من بين أجهزة الدولة التي لها دور هام في حماية الاقتصاد الوطني من خلال تدخلاتها اليومية في إخماد الحرائق الحضرية والصناعية وحمايتها من الإتلاف وكذا التدخل في حماية الثروة الغابية من الحرائق والمحاصيل الزراعية أو النخيل مساهمة بذلك في حماية الأمن الغذائي للمواطنين".
كما تساهم مصالحه عبر الولايات, يضيف السيد بوغلاف, في حماية مختلف المؤسسات, من خلال السهر على مدى احترام هذه الأخيرة وكذا العمارات والبنايات لمقاييس السلامة والأمن من أخطار الحرائق والانفجارات.
وأشار في هذا الإطار, الى أن مصالحه تقوم بدراسات للأخطار في المؤسسات وزيارات للمراقبة لمختلف المؤسسات للتأكد من تطبيق مقاييس السلامة والأمن, بحيث تم خلال سنة 2020, القيام بدراسة, على حد قوله, "36.755 ملف و إجراء 37.782 زيارة وقاية ومراقبة والمشاركة في 20.885 اجتماع وتسجيل أكثر من مليون و 262 ألف و 595 تدخل عملي".
وبعدما ذكر بأن الشعار المختار لهذه السنة من طرف الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية هو "حماية مدنية قوية للحفاظ على الاقتصاد الوطني", أوضح ذات المتحدث أن مصالحه تتولى كذلك بإجراء تمارين تطبيقية سنوية مع مختلف المؤسسات للوقوف على "مدى جاهزية فرق أعوان الوقاية والأمن للتصدي للأخطار المحدقة بمؤسستهم", فضلا على برمجة حملات توعية وتحسيسية من الأخطار على مدار السنة لفائدة مستخدمي هذه المؤسسات بصفة خاصة ولفائدة المواطنين بصفة عامة.
وشدد بالمناسبة, على أن الاهتمام والحرص التي توليه السلطات العليا لهذا القطاع قد أعطى ثماره ميدانيا على المستوى الوطني والدولي, مبرزا ذلك من خلال نجاعته وفعاليته سواء على المستوى الوطني سيما في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19) أو الدولي من خلال التضامن الدولي بالتدخل في مختلف الكوارث التي عرفتها بعض البلدان.
للإشارة, فقد تم خلال هذا الاحتفال, الذي حضره والي الجزائر العاصمة, ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري وكذا إطارات أجهزة الدولة العسكرية والمدنية, عرض شريط فيديو عن أنشطة الحماية المدنية وتقليد الرتب وتكريم أسر ضحايا كوفيد-19 وكذا تسليم قرارات تخصيص استفادة من سكنات بصيغة "عدل".
حماية مدنية قوية من أجل الحفاظ على الاقتصاد الوطني ..
وتشهد المديريات الولائية التابعة للحماية المدنية عدة تظاهرات ومناورات تهدف لابراز جاهزية وحدات الحماية المدنية للتدخل السريع لانقاذ الأرواح والمساهمة في التحسيس بضرورة التقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي منعا لانتشار جائحة كورونا .
و استعرض الملازم حكيم بن عبيدة مكلف بالاعلام بالحماية المدنية الجهود الميدانية التي يبذلها أعوان الحماية المدنية للاسعاف وإنقاذ الأرواح وتوعية لمجابهة جائحة كورونا ،موضحا في تصريح للقناة الأولى أن "أعوان الحماية المدنية ساهموا في العمليات الوقائية والتوعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف تحسيس عدد كبير من المواطنين من أجل الوقاية من جائحة كورونا.
وكانت الامينة العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية قد أكدت أن الشجاعة والعزم من الصفات التي سيكون هناك حاجة ماسة إليها لمواجهة الأزمة المعقدة التي يمر بها المجتمع العالمي منذ نهاية عام 2019 بسبب فيروس كورونا .
فبعد اجراءات الحجر والغلق الجوي والحد من حركة الأشخاص التي دامت أشهرا متتالية ،راجع صندوق النقد الدولي توقعاته التي آلت إلى السلبية مما سيكون له الاثر قدرات الدول للاستجابة للمخاطر والكوارث ما يتوجب بذل جهود مضاعفة للتغلب على التحديات المقبلة .
لذلك تم اختيار شعار حماية مدنية قوية للحفاظ على الاقتصاد الوطني وعلى غرار الظروف العادية فإنه من الضروري إعادة التفكير في الاستراتيجيات الوطنية من خلال مراعاة الظروف الاستثنائية من منظور الحماية المدنية للمجتمعات المرنة.