تماثيل نصفية للعربي بن مهيدي وموريس أودان وكريم بلقاسم بالجزائر العاصمة

تقام تماثيل نصفية من البرونز لكل من العربي بن مهيدي وموريس أودان وكريم بلقاسم بالجزائر العاصمة في "18 مارس المقبل بمناسبة عيد النصر"، حسب ما صرح به رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش.

وقال بطاش إن إقامة هذه التماثيل هو بمثابة "تكريم وإحياء لذكرى" هؤلاء "الرموز" و"مسارهم التاريخي والثوري كشهداء وسياسيين وأيضا كقادة إداريين" مضيفا أن تمثال بن مهيدي سينصب بشارع العربي بن مهيدي وتمثال أودان بالساحة التي تحمل اسمه في حين سيقام تمثال كريم بلقاسم بالساحة المسماة باسمه أيضا.

وأوضح أن إنجاز هذه التماثيل الثلاثة يدخل في إطار "مخطط عمل المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى لعام 2020".

وسيبلغ علو هذه التماثيل الثلاثة " 30ر1 متر" وستكون مثبتة على "قواعد رخامية بسمك 5ر2 مترا" ومرفقة بلوحات تعريفية بالشخصيات باللغات "العربية والأمازيغية والفرنسية والانجليزية" في حين ستبلغ تكلفة كل تمثال "493 مليون سنتيم"، وفقا لمدير إعادة التجديد والتهيئة العمرانية بالبلدية آسف بن علي.

وسينجز هذه الأعمال النحات وأستاذ النحت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة رفيق خشبة الذي تم اختياره بعد "مناقصة وطنية مفتوحة أشرفت عليها لجنة تقييم تابعة للبلدية تضم فنانين مختصين، وهذا وفق دفتر شروط تم إعداده بناء على التجربة السابقة للبلدية مع تمثال الملك النوميدي ماسينيسا التي تم فيها استشارة فنانين مختصين"، يقول بن علي.

وأوضح المتحدث أن التماثيل المتعلقة بشخصيات معروفة كشهداء الثورة التحريرية تحتاج لإجراءات "إدارية وتنظيمية أقل" مقارنة بالتماثيل المخصصة لشخصيات غير معروف صورها الخارجية كالملك ماسينيسا، كما قال.

وفي إطار إنجاز هذه المنحوتات تم إخطار كل من مديرية المجاهدين فيما يخص شكل التماثيل الثلاثة ونبذة عن مساراتها التاريخية وكذا المحافظة السامية للأمازيغية التي أشرفت على النص التعريفي المرافق لها بالأمازيغية، يضيف بن علي.

ويعتبر بن مهيدي (1923- 1957) من الأعضاء المؤسسين لحزب جبهة التحرير الوطني وقد أسندت له خلال الثورة قيادة منطقة وهران، وبعد مشاركته في مؤتمر الصومام عام 1956 أشرف على قيادة منطقة الجزائر العاصمة لينظم أولى العمليات ضد المحتل الفرنسي قبل أن يعتقل ويستشهد تحت التعذيب.

وعرف من جهته المناضل الشاب وأستاذ الرياضيات موريس أودان (1932- 1957) بإيمانه الكبير بعدالة القضية الجزائرية ونضاله من أجل حرية الجزائريين وقد اختفى قسرا وعمره 25 سنة في 11 جوان 1957 إبان الثورة ليموت تحت التعذيب على أيدي جيش الاحتلال الفرنسي.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعترف في 2018 بوضوح وباسم الجمهورية الفرنسية بهذه الجريمة قائلا أن موريس أودان تعرض للتعذيب ثم قتل أو عذب حتى الموت من طرف الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير.

أما كريم بلقاسم (1922- 1970) فهو من قادة الثورة وحزب جبهة التحرير وقد شارك في مؤتمر الصومام كما ترأس وفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في المفاوضات التي افضت إلى اتفاقيات إيفيان عام 1962.

وسبق لبلدية الجزائر الوسطى أن أقامت بالعاصمة في 2019 تمثالا كليا للملك "ماسينيسا" بحديقة تافورة كما أقامت أربعة تماثيل نصفية بحديقة بور سعيد (بلدية القصبة) تمثل مشاهير المسرح الجزائريين عائشة عجوري المعروفة بـ "كلثوم" ومحمد بودية وعز الدين مجوبي وكذا عبد القادر علولة.

ثقافة وفنون