سيستلم معهد باستور هذا الجمعة كمية من جرعات اللقاح الروسي "سبوتنيك" المضاد لفيروس كورونا، حسب ما كشف عنه الأربعاء المدير العام للمعهد الدكتور فوزي درار.
وأكد ذات المسؤول بأن "استلام كمية من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا من مخابر "سبوتنيك" الروسية سيكون متبوعا بـ700 ألف جرعة من ميكانيزم "كوفاكس" خلال هذا الشهر و500 ألف جرعة مماثلة قادمة من مخابر أخرى خلال شهر أفريل القادم".
وأكد بالمناسبة بأن "مجلس وزراء الاتحاد الإفريقي بصدد المصادقة على كمية الجرعات التي ستقتنيها دول القارة في إطار ميكانيزم الاتحاد بعد التوقيع مع المخابر المعنية حيث ستستفيد الجزائر ضمن هذا الميكانيزم من أزيد من 8 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19".
كما كشف من جانب آخر عن الانتهاء من التفاوض مع مخابر "فايزر" الأمريكية وكذا مخابر أخرى من نفس البلد على غرار "جونسون-جسون" التي تحصلت على الاعتماد مؤخرا وكذا "نوفافاكس" التي بصدد ترخيصها من طرف الوكالة الامريكية للأدوية حيث التزم هذا المخبر -حسب الدكتور درار- "بتزويد الجزائر بهذه المادة الحيوية في مقدمة الدول" .
وأوضح الدكتور الدرار من جهة أخرى بأنه " لا يوجد تأخر في اقتناء الجزائر لكميات اللقاحات عكس ما يروج له مبرزا بأن هذه الادعاءات "لا أتعتمد على تقارير ولا جوانب علمية".
وأكد في هذا الصدد أن الحصول على الكميات تدريجيا "يعود إلى الضغط العالمي والطلب الواسع على هذه اللقاحات " موضحا بأن الجزائر" تتابع عن كثب كل ما يحدث في العالم من حيث التغيرات التي تطرأ على الفيروس لاقتناء لقاحات -كما أضاف- "أكثر فعالية تتلاءم مع هذه التغيرات".
وبعد الاستفادة من اللقاح الروسي والصيني تدريجيا قال ذات المسؤول أنه "لازالت مشاورات أخرى مع مخبر صيني ثاني مما سيساعد على اقتناء الكميات الضرورية وسيؤدي -حسبه- إلى "إسراع وتيرة التلقيح الموجه لمختلف فئات المجتمع".
وأشار من جهة أخرى إلى أن " الجزائر سطرت إستراتيجية لاقتناء اللقاح وضمان تغطية واسعة لنسبة 70 بالمائة من السكان، نصف الكميات سيتم الحصول عليها في إطار الميكانيزمات الدولية (كوفاكس وسي.دي.سي للإتحاد الافريقي ) والنصف الآخر في إطار التفاوض المباشر مع المخابر المعنية.
..وهبة أوروبية للجزائر من مجموعات اختبار المضادات الجينية و البي سي آر
كما استلمت الجزائر هبة من الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، تتكون من مجموعات اختبار المضادات الجينية ومحاليل تفاعل البوليمراز التسلسلي (بي سي ار)، فضلا عن عتاد طبي من شانه السماح للبلاد بتوسيع عملية الكشف عن حالات كوفيد-19، في إطار الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي، بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتم تقديم هذه الهبة خلال حفل جرى بمعهد باستور الجزائر، بحضور المدير العام للمعهد فوزي درار، و سفير و رئيس البعثة الاوروبية في الجزائر، جون أورورك، و ممثلة برنامج الامم المتحدة للتنمية بالجزائر، بليرتا أليكو، و مديرة برنامج مشروع "اجابة تضامنية اوروبية لكوفيد-19 في الجزائر"، الهادية منصوري.
و يتمثل مشروع هذه الشراكة الممولة بقيمة 43 مليون اورو، من قبل الاتحاد الأوروبي و تجسيد وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، في اقتناء عتاد طبي و الكشف عن فيروس كورونا و حماية الأسلاك الطبية.
في هذا الصدد اعتبر سفير و رئيس البعثة الأوروبية بالجزائر، أن الأمر يتعلق بالشحنة الثانية بعد تلك التي استلمتها الجزائر منذ بضعة أشهر، و المتمثلة في وسائل الحماية من الوباء، مضيفا أن "الأمر يتعلق اليوم باستلام عتاد للكشف (مجموعات اختبار المضادات الجينية و البي سي آر)، في انتظار الشحنة المتكونة من تجهيزات أخرى، منها أسرة مستشفيات خلال الأشهر المقبلة".
اما ممثلة برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالجزائر، فأكدت أن هذا الاتفاق يمثل "عقد ثقة" بين مختلف الأطراف، مشيرة إلى أن "الجزائر منحتنا ثقتها من اجل تجسيد هذا الاتفاق متعدد الجوانب"، و انه من اجل القضاء على الوباء من المستحسن ان نعمل "معا".
من جانبها أوضحت مديرة المشروع، أن هذا الأخير يرتكز حول ثلاثة محاور، و يتعلق الأمر أولا بشحنة أولى من عتاد الأشعة و الإنعاش و وسائل الحماية لمهنيي الصحة، ثم تعزيز قدرات تكوين مهنيي الصحة و أخيرا الاتصال بغية تحسين تحسيس الجمهور الواسع حول إجراءات الوقاية، من اجل التقليص من تنقل الفيروس.
في ذات السياق، نوه المدير العام لمعهد باستور الجزائر بهذه المبادرة، مذكرا بان برنامج الأمم المتحدة للتنمية، قد "رافق" الجزائر منذ بداية الوباء من خلال منح مجموعات الكشف عن الفيروس سيما في المناطق المعزولة، عبر تقديم هبات من العتاد الخفيف و المتطور، و مجموعات اختبار المضادات، مضيفا أن "هذه الهبة سمحت للجزائر بتعزيز وسائل الكشف عن الوباء"، معلنا عن شحنات أخرى و برامج "مهمة" تعكف الأطراف المعنية بالتشاور على تجسيدها.