يعرف التعاون الموريتاني الجزائري حركية كبيرة في الآونة الأخيرة، ما يعكس دقة الإستراتيجية الجزائرية لولوج السوق الإفريقية.
وتراهن الجزائر على ولوج الأسواق الإفريقية في خطوة للعودة إلى حضن القارة السمراء، حيث تعتزم ملامسة سوق غرب إفريقية من خلال التموقع اللافت عبر المعبر الحدودي البري بين تندوف وأزويرات بموريتانيا.
ويري المحلل الإقتصادي علالي مختار أنه "يجب تشجيع المنتوج المحلي وتسويقه عبر أدغال إفريقيا، لإنعاش التبادلات التجارية بين الجزائر وجنوب إفريقيا انطلاقا من موريتانيا" مؤكدا أن "هذه الإستراتيجية التي اعتمدتها الجزائر تهدف إلى غزو السوق الإفريقية وتحقيق مكانة اقتصادية، خاصة وأن الصراع العالمي أصبح صراع إقتصادي حول من يكسب الأسواق الإفريقية".
وعليه فإن الإحتكاك بين المنتوج الجزائري والمنتوج الإفريقي هو نقطة عبور لغزو المصالح التجارية البراغماتية وهي إحدى اللغات التي تجيدها الجزائر في التعامل مع بوابة غرب إفريقيا.
وفي هذا الصدد كشف رئيس مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني يوسف الغازي أنه " تم تسجيل خلال شهر مارس المنصرم 61 عملية تصدير منها 40 عملية تصدير ثمور جزائرية" مشيرا أن "هذا المنحنى التصاعدي يدل على ان هناك نشاط كبير على مستوى هذا المعبر، خاصة بعد إنشاء مؤخرا اللجنة المشتركة الجزائرية الموريتانية، وهو ما يشجع المصدرين لزيادة نشاطهم في هذا المحور الهام بين الشقيقتين الجزائر وموريتانيا".
ويؤسس الإنفتاح على الأسواق الإفريقية، إلى أوراق الدبلوماسية الإقتصادية المرافقة لديناميكية التجارية البعيدة عن الاقتصاد الريعي.
جدير بالذكر، أن الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف بالمؤسسات المصغرة، ضيافات نسيم، إستقبل يوم الخميس بمقر الوزارة، سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالجزائر بالله ولد مكية.
حيث انصب اللقاء حول التعاون الثنائي بين البلدين في مجال المؤسسات المصغرة والمقاولاتية، حسبما جاء في بيان صدر عن ذات الوزارة.
وحسب ذات المصدر فقد "تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مدى تقدم التحضيرات في البلدين لتجسيد مختلف النقاط التي يمكن أن يشملها التعاون الثنائي في مجال المؤسسات المصغرة والمقاولاتية، كتوقيع مذكرة تفاهم وتأسيس منتدى أعمال موجه للشباب المقاول وتنظيم لقاءات أعمال B to B".
"وقد أبدى الطرفان ارتياحهما الكبير بخصوص الإرادة المشتركة للبلدين من اجل تجسيد هذا التعاون على أرض الواقع في الأسابيع القادمة".
