نيويورك تايمز: انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل كامل منتصف جويلية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه من المتوقع أن تنسحب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان بحلول منتصف شهر جويلية القادم، وذلك قبل عدة أشهر من الموعد المحدد مسبقا الذي كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلنه وهو 11 سبتمبر.

وقال مسؤولون عسكريون في تصريحات للصحيفة إنهم يعتزمون خروج القوات الأمريكية بالإضافة إلى قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان بحلول منتصف شهر جويلية المقبل على الرغم من عدم معالجة الكثير من القضايا العالقة بشأن كيفية التعامل مع التهديدات في المنطقة.

وصرحت نائبة وزير الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي للصحيفة بالقول "إن سحب القوات هو في الواقع نوع حساس حقا من العمليات التي تنطوي على مخاطر مرتبطة به".

 ويترك انسحاب الولايات المتحدة بشكل كامل من أفغانستان واشنطن في صراع مع قضايا ضخمة لم يتم حلها، فوزارة الدفاع الأمريكية لم تحدد حتى الآن كيف ستكافح التهديدات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة من بعيد بعد مغادرة القوات الأمريكية،كما لم يحصل كبار مسؤولي وزارة الدفاع على اتفاق من الحلفاء بشأن إعادة تمركز القوات الأمريكية في الدول المجاورة الأخرى.

ولا يزال مسؤولو الإدارة الأمريكية يتصارعون مع السؤال الشائك حول ما إذا كانت الطائرات الحربية الأمريكية -على الأرجح طائرات بدون طيار- ستوفر الدعم الجوي للقوات الأفغانية للمساعدة في منع المدن في أفغانستان من السقوط في أيدي حركة طالبان.

وكان بايدن قد أعلن الشهر الماضي أن جميع القوات ستخرج من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر متجاوزا بذلك مستشاريه العسكريين الذين أرادوا الحفاظ على تواجد القوات الأمريكية المتبقية في البلاد لمساعدة قوات الأمن الأفغانية على التصدي لعناصر طالبان في المراكز السكانية الرئيسية إلى جانب مكافحة الإرهاب.

يشار إلى أنه تم إغلاق مطار قندهار الأفغاني -الذي كان أحد أكبر القواعد الأمريكية في أفغانستان- هذا الشهر إلى جانب العديد من القواعد الأصغر الأخرى.

وذكر المسؤولون أنه في الأيام المقبلة ستبدأ الطائرات المقاتلة الأمريكية في الخروج من قاعدة باغرام الجوية المترامية الأطراف.

 وباغرام هي أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان وهي المحور الرئيسي للانسحاب وستكون على الأرجح القاعدة الأخيرة التي تتركها الولايات المتحدة.

ولقد كشف الانسحاب السريع عن مجموعة متنوعة من المشاكل المعقدة التي لم يتم حلها بعد والتي تثير قلقا شديدا.

 ولم يقرر المسؤولون بعد كيفية ضمان الأمن لمطار كابول الدولي، وهي قضية يمكن أن تحدد ما إذا كان بإمكان الدول الأخرى الحفاظ على وجود دبلوماسي في أفغانستان،إذ أعلنت أستراليا أمس الثلاثاء إغلاق سفارتها في كابول حتى يتحسن الوضع الأمني في البلاد.

ومن المتوقع أن يغادر نحو 17 ألف متعاقد خاص -من بينهم أكثر من 6 آلاف من المواطنين الأمريكيين- جنبا إلى جنب مع القوات العسكرية الأمريكية وقوات الناتو،مما قد يترك الجيش الأفغاني وخاصة القوات الجوية دون دعم حيوي فيما يصر مسؤولو الإدارة على أن الحكومة الأفغانية لا يزال بإمكانها الصمود بعد مغادرة القوات الأمريكية.

العالم