المجلس الأعلى للغة العربية يصدر الجزء الأول من " المعجم الطوبونيمي الجزائري"

نظم المجلس الأعلى للغة العربية اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، يوما إعلاميا بمناسبة صدور الجزء الأول من " المعجم  الطوبونيمي الجزائري" بالتزامن مع الذكرى المزدوجة ال 59 لعيدي الاستقلال والشباب .

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ، صالح بلعيد، خلال عرض الإصدار الجديد  بمقر المجلس أن " المعجم الطوبونيمي الجزائري يعد الأول من نوعه باللغة  العربية وقد استغرق سنة من العمل المشترك بين الباحثين من المجلس الاعلى للغة العربية ومراكز البحوث والجامعات الوطنية ومن المعهد الوطني للخرائط والكشف عن  بعد لوزارة الدفاع الوطني وكذا وزارة السياحة والصناعات التقليدية والعمل  العائلي والمركز الوطني للبحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران (الكراسك).

وذكر المتحدث أن المعجم الذي تم اختيار اصداره رمزيا بمناسبة الذكرى 59 لعيدي الاستقلال والشباب "عصارة جهود فرق بحث وطنية نزلت الميدان في تحري الدقة العلمية تحقيقا وتثبيتا في الأماكنية/ الأنوماستيكية ، التي تحمل دلالات مرتبطة بالتفاعلات بين الإنسان ومحيطه وباستيفاء التسميات الصحيحة التي ترتبط بالواقع اللغوي و بنمطيات ثقافة المجتمع الجزائري ".

وأبرز في ذات السياق، أن هذا الجزء يتضمن طوبونومية 16 ولاية ، بدءا من ولاية أدرار الى الجزائر العاصمة، حيث اعتمدت مراجع عديدة واستخدمت تقنيات حديثة تتناول بدقة متناهية إحداثيات خرائط الولايات وجداولها وتسمياتها"،وذلك بهدف " تعميم استعمال اللغة العربية في كل مناحي الحياة اليومية واعادة تصحيح التسميات التي نالتها بعض التغيرات من خلال التضاريس ومن خلال تدمير المستعمر لهويتنا الثقافية " ،يضيف المتحدث.

وأشار المتحدث أن هذا المعجم مزود ببرنامج رقمي ذكي يمكن تحميل شفرة القراءة السريعة لكل ولاية، كما يمكن تحميل المعجم إلكترونيا من موقع المجلس الاعلى للغة العربية في حين سيتم توزيع بعض النسخ على مستوى المكتبات العمومية "  مذكرا " أن المجلس أطلق بداية من اليوم صفحة فايسبوك لإثراء العمل على مستوى ال58 ولاية و 1541 بلدية تحت عنوان " اعرف بلديتك " .

وأضاف الدكتور صالح بلعيد، أنه "من المنتظر الإنتهاء من عملية إعداد المشروع بصورة كاملة وإصدار الأجزاء الثلاثة المتبقية من " المعجم الطوبونيمي الجزائري" التي بلغت نسبة إنجازها 70 بالمائة خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية المصادف ليوم 18 ديسمبر القادم ".

من جانبه يقول الأستاذ الجامعي جمال سايس إن المعجم سيسمح بالتمييز بين المحلي والدخيل على المجتمع الجزائري باعتبار أن المادة أخذت على أصولها. 

من جهته، استعرض المكلف بمهمة بالمعهد الوطني للخرائط ، السيد عبددو محمد، في كلمته مساهمة المعهد في انجاز " المعجم الطوبونيمي الجزائري" ، مبرزا أن هذا المنجز العلمي اللغوي سيكون بمثابة "مرجع رئيسي للتسميات الجغرافية على مستوى الجزائر ".

وتميز اللقاء العلمي الذي حضره رئيس المجلس الشوري المغاربي سعيد مقدم ، بتقديم تدخلات ثرية من طرف باحثين من الجامعات والمعاهد الوطنية المكلفة بإنجاز هذا المعجم الرقمي الذي اطلق بداية السنة الجارية ، تناولوا خلالها أهم مضامين ومراحل إعداده والذي يعد حسبهم وسيلة مهمة " للبحث في تسميات الاماكن المتواجدة عبر التراب الوطني لما للاسم من حمولة اجتماعية وتاريخية وثقافية وانتروبولوجية ولفهم تطور المجتمع الجزائري وخصوصياته" وكذا "التعرف على الخصائص الثقافية والحضارية والاجتماعية ".

وفي الصدد ذاته تم تنظيم معرض للخرائط للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد يبرز دور هذا المعهد في انجاز وتطوير وتوسيع الدراسات.

المصدر :  الاذاعة الجزائرية /وأج

ثقافة وفنون