دعت اللجنة الوزارية للفتوى، هذا الأربعاء، إلى "تجنب الإشاعة والوقاية منها"، وذلك لما ينجرّ عنها من نشر الأخبار والمعلومات غير الصحيحة حول الوضعية الصحية الناجمة عن وباء كورونا (كوفيد-19)، دون تثبت ولا استناد إلى المصادر الموثوقة.
بحسب بيان لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أكدت لجنة الفتوى أنها "تتابع باهتمام" الأحداث التي تشغل الرأي العام، لاسيما ما يتعلق بالوضعية الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، على "ضرورة العمل على تجنب الإشاعة والوقاية منها، وذلك لما ينجر عنها من نشر الأخبار والمعلومات غير الصحيحة، وتبادلها دون تثبت ولا استناد إلى المصادر الموثوقة، مما يثير القلق والإضراب والارجاف والخوف بين الآمنين، والتلاعب بالصحة النفسية للمواطنين، والتأثير على منظومة القيم والأخلاق، وغير ذلك من الآثار التي قد تسبب الفتنة في المجتمع".
وشدّدت اللجنة ذاتها: "يحرّم صناعة الإشاعات ونشرها وتداولها، لما في ذلك من الكذب الذي يعد من الكبائر الإثم والمعاصي"، كما تركز على ضرورة "التثبت في المعلومات وأخذها من مصادرها المؤكدة، وعدم الاعتماد على المصادر المشبوهة"، إضافة إلى "تعزيز ثقافة احترام التخصص، لأنها تعد من أفضل ما يلتزم به في هذا الظرف".
وشدّدت اللجنة الوزارية للفتوى على عدم "إجازة نقل المعلومة إلا بعد التأكد من صحتها وصدورها من جهة مختصة موثوقة، حرصا على عدم المساهمة في انتشار الإشاعة"، إلى جانب الدعوة إلى "مواصلة الجهود وتعزيزها في مواجهة الجائحة"، كما أكد أعضاء اللجنة على وجوب "العمل على إشاعة معاني حسن الظن بين أفراد المجتمع، وطمأنة المواطنين، وتقوية عزيمة أعوان الدولة، وتعزيز الروح المعنوية للأمة".
ودعت لجنة الفتوى إلى "دعم جهود مختلف أجهزة الأمن والحماية المدنية الذين يسهرون على أمن المواطنين في هذه الظروف الحرجة، وجهود المساجد التي أعطت نموذجا يحتذى به في احترام الإجراءات الصحية، وفي دعم عملية التلقيح بالتنسيق مع الأطقم الطبية".
من جهة أخرى، ثمنت اللجنة الهبة التضامنية التي أبداها المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه، داعية إلى "بذل المزيد من البر والإحسان، لاسيما في دعم المؤسسات الاستشفائية بالأجهزة الطبية ومكثفات الأوكسجين".
وحذّرت لجنة الفتوى أيضًا من "بعض التصرفات الشاذة لبعض من يستغل الظروف الحرجة، ويتاجر بحياة الناس، برفع الأسعار واحتكار ما هو من الضروريات".
ودعت اللجنة الوزارية للفتوى كافة أفراد المجتمع إلى "المزيد من الحيطة والحذر، والالتزام بالإجراءات الصحية، والتجاوب مع جهود الدولة في تأمين الوطن ودفع المخاطر التي تحاك ضده، وفي مواجهة هذه الجائحة وتجاوزها"، ملحة على "المواصلة في ثقافة التكافل والتضامن و أخلقة السلوكيات وترشيدها بما يحقق المصلحة العامة".