غالباً ما تكون مشكلة الطعام الانتقائي هي مرحلة شائعة بالنسبة للأطفال الصغار عند بداية تقديم الطعام الصلب لهم وحتى عمر 3 أو 4 سنوات تقريباً. بعد النمو السريع للرضع، عندما يتضاعف وزن الأطفال عادة ثلاث مرات، يميل معدل نمو الطفل والشهية لديهم إلى التباطؤ.
يبدأ الأطفال الصغار في تطوير تفضيلاتهم الغذائية مع تقدمهم في العمر، وهي عملية متقلبة تختلف كثيراً من طفل إلى آخر. قد يحب الطفل الانتقائي نوعاً من الطعام لفترة ثم يرفضه تماماً ثم يعود إليه فجأة وقد يحصل العكس. أو، لأسابيع، قد يأكلون نوعاً أو اثنين من الأطعمة المفضلة ويرفضون أي شيء آخر.
لكن لا تصَب بالإحباط. ما عليك سوى إتاحة خيارات الطعام الصحي واعلم أنه مع مرور الوقت، ستتحسن شهية طفلك وسلوكياته الغذائية. في هذه الأثناء، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تجاوز مرحلة انتقائية تناول الطعام وأنواع الأطفال الانتقائيين الأربعة الرئيسية التي ستساعدك على فهم طفلك.
أنواع انتقائية الطعام
ميز الباحثون أربعة أنواع من الأطفال الانتقائيين. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يكون النفور من بعض الأطعمة متأصلاً في حمضهم النووي (قد يكون طعم البروكلي مريراً حقاً لهم!)، بينما بالنسبة للآخرين، قد يكون تناول الطعام الانتقائي أكثر من سمة سلوكية.
1. انتقائية تعتمد على الحواس: الأطفال الذين لن يلمسوا الطعام لأن طعمه أو رائحته مضحكة أو أن قوامه غريب.
2. انتقائية تفضيلية: الأطفال الذين لا يحبون تجربة أي شيء جديد أو مختلط معاً.
3. انتقائية الكمال: يجب أن تكون الأطعمة بشكل معين أو تحتوي على مكونات معينة ولها طريقة معينة مثل عدم تلامس أي نوع بالآخر في الصحن.
4. الانتقائية السلوكية: الأطفال الذين لا يحبون عندما لا يتم تحضير طعامهم بطريقة معينة، مثلاً عدم تقشير الدراق أو الخيار أو التفاح أو أكل الجبن الأبيض وليس الأصفر، وما إلى ذلك.
على الرغم من أن الباحثين لم يتوصلوا بالكامل إلى استراتيجيات للتعامل مع كل مجموعة انتقائية للأكل بشكل منفصل، إلا أنهم يقدمون بعض النصائح التي تساعد الأطفال على تجاوز هذه المرحلة والأكل بشكل أفضل.
1. احترم شهية طفلك
إذا لم يكن طفلك جائعاً، فلا تجبره على تناول وجبة رئيسية أو حتى وجبة خفيفة. وبالمثل، لا تقم برشوة طفلك أو تجبره على تناول أطعمة معينة أو تنظيف طبقه. بالإضافة إلى ذلك، قد يربط طفلك بين وقت الطعام والقلق والإحباط أو يصبح أقل حساسية لإشارات الجوع والامتلاء.
قدم حصصاً صغيرة لتجنب إرباك طفلك وإعطائه الفرصة لطلب المزيد بشكل مستقل.
2. التزم بالروتين
قدم الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة في نفس الأوقات تقريباً كل يوم. إذا اختار طفلك عدم تناول وجبة، فإن وقت الوجبات الخفيفة المنتظم سيوفر فرصة لتناول طعام مغذٍّ. يمكنك توفير الحليب أو العصير مع الطعام، ولكن يمكنك تقديم الماء بين الوجبات والوجبات الخفيفة. قد يؤدي السماح لطفلك بالشبع من العصير أو الحليب أو الوجبات الخفيفة طوال اليوم إلى تقليل شهيته للوجبات.
3. التحلي بالصبر مع الأطعمة الجديدة
غالباً ما يلمس الأطفال الصغار الأطعمة الجديدة أو يشمونها، وقد يضعون أجزاء صغيرة في أفواههم ثم يأخذونها مرة أخرى. قد يحتاج طفلك إلى التعرض المتكرر لطعام جديد قبل أن يقبل تناوله.
شجع طفلك بالحديث عن لون الطعام وشكله ورائحته وملمسه- وليس ما إذا كان مذاقه جيداً. كما أنه من الأفضل أن تقدم الأطعمة الجديدة مع الأطعمة المفضلة لطفلك. استمر في تقديم الخيارات الصحية حتى تصبح مألوفة ومفضلة.
4. لا تطبخ فوراً وجبة مختلفة
قد يؤدي تحضير وجبة منفصلة لطفلك بعد رفض الوجبة الأصلية إلى تشجيع الأكل الانتقائي. شجع طفلك على البقاء على الطاولة في وقت الوجبة المحدد- حتى لو لم يأكل.
5. اجعل وقت الطعام ممتعاً
قدم البروكلي والخضراوات الأخرى مع التغميس أو الصلصة المفضلة. قطع الأطعمة إلى أشكال مختلفة باستخدام قواطع الكوكيز. كما يمكن أن تقدم أطعمة الإفطار للعشاء. وحاول تقديم أنواع مختلفة من الأطعمة ذات الألوان الزاهية من خضار وفواكه.
6. اطلب المساعدة من طفلك
في محل البقالة، اطلب من طفلك أن يساعدك في اختيار الفواكه والخضراوات والأطعمة الصحية الأخرى. لا تشترِ أي شيء لا تريد أن يأكله طفلك. في المنزل، شجع طفلك على مساعدتك في غسل الخضار وتقليب الطبخة التي تحضرونها أو تجهيز المائدة.
7. كن قدوة حسنة
إذا كنت تأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، فمن المرجح أن يحذو طفلك حذوه. أما إذا كنت تأكل الأطعمة المعالجة والجاهزة أغلب الوقت فسوف يعتاد طفلك عليها ويطلبها دائماً.
8. كن مبدعاً
أضف البروكلي المفروم أو الفلفل الأخضر إلى صلصة الإسباغيتي، أو قم بخلط الحبوب مع شرائح الفاكهة، أو امزج الكوسة والجزر المبشور في الطواجن والشوربات لتساعد طفلك على تقبلها.
9. تقليل المشتتات
أغلق التلفزيون والأدوات الإلكترونية الأخرى أثناء الوجبات. سيساعد هذا طفلك على التركيز على تناول الطعام.
10. لا تقدم الحلوى كمكافأة
إن عدم تناول الحلوى يرسل رسالة مفادها أن الحلوى هي أفضل غذاء، الأمر الذي قد يزيد فقط من رغبة طفلك في تناول الحلويات. يمكنك اختيار يوم أو يومين في الأسبوع للحلويات، وتجنبها بقية الأسبوع. أو تقديم الحلوى للطفل على أنها فواكه أو زبادي أو خيارات صحية أخرى. لكن لا تقم بتقديمها كمكافأة لتعزيز سلوك معين أو تجنبه أو كرشوة لتجبر طفلك على القيام بشيء معين.
إذا كنت قلقاً من أن الطعام الانتقائي يضر بنمو طفلك وتطوره، فاستشر طبيب طفلك. بالإضافة إلى ذلك، ضع في اعتبارك تسجيل أنواع وكميات الطعام التي يتناولها طفلك لمدة ثلاثة أيام. قد تساعد الصورة الكبيرة في تخفيف مخاوفك. يمكن أن يساعد سجل الطعام أيضاً طبيب طفلك في تحديد أي مشاكل.
في غضون ذلك، تذكر أن عادات الأكل لطفلك لن تتغير على الأرجح بين عشية وضحاها- ولكن الخطوات الصغيرة التي تتخذها كل يوم يمكن أن تساعد في تعزيز نمط الأكل الصحي.