اليوم العالمي لمحو الأمية: من أجل جزائر جديدة بلا أمية معلوماتية

أكد رئيس الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ"، حسن خليد، هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة، خلال ملتقى وطني حول محو الأمية المعلوماتية في العصر الرقمي تحت شعار "من أجل جزائر جديدة بلا أمية معلوماتية" أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى إعطاء مفهوم جديد لمحو الأمية الرقمية في محاولة لإشراك جميع الفاعلين للحد من هذه الظاهرة".

وأكد بالمناسبة التي تتزامن والاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية المصادف لـ8 سبتمبر ، أنه "في إطار مواكبة التحولات الدولية والاقليمية وقصد تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2015-2030 خاصة الهدف الرابع منها وهو ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة ، مضيفا أن جمعيته انخرطت في هذا المسعى بهدف توعية المجمع المدني ومؤسسات الدولة ب"ضرورة المساهمة في القضاء على ظاهرة الأمية المعلوماتية لتحقيق التنمية الشاملة والحكامة الجيدة"،مبرزا أن "المعلوماتية تلعب دورا كبيرا في تشكيل العلاقات بين الأفراد وتؤثر تأثيرا قويا على سلوكاته, كما أنها أصبحت موردا من الموارد الوطنية المساهمة في النمو وتطور المجتمعات  في مختلف المجالات".

وبهذا الخصوص شدد خليد على ضرورة أن يكون الأفراد "مثقفون معلوماتيا"، وهو ما يعرف بمحو الأمية الرقمية أو المعلوماتية، باعتبار أن هذه الأخيرة "تشكل أهم معوقات الاستثمار في المعلومات والاستفادة منها وحظيت باهتمام خاص من قبل عديد الدول وجمعيات المجتمع المدني".

وبالرغم من أن مؤسسات التعليم في بلادنا قد حققت "انجازات معتبرة" في مجال نشر واستخدام التكنولوجيات الحديثة إلا أنه -يضيف رئيس الجمعية- "مازال أمامنا الكثير، لا بد أن يوجه الاهتمام إلى نوعية التكنلوجيا الواجب اقتناؤها والتدرب عليها للاستفادة منها، وهو ما يتطلب بحثا ومعالجة متقدمة".

وأوضح في ذات الشأن, أن المجتمع الجزائري أصبح يعاني "أمية معلوماتية" في تعامله مع الثورة التكنولوجية، "إذ حتى حاملو الشهادات غير قادرين على ترجمة التكنولوجيا الحديثة بما يجعلنا بأمس الحاجة إلى محاربة هذه الظاهرة".

ولفت بذات المناسبة،إلى أن جائحة كورونا (كوفيد-19) "تركت آثارها على استمرار التعلم, مما يستدعي-حسبه- التفكير في طريقة مثلى وحديثة لضمان التعليم عن طريق الانترنيت"، مشيرا إلى أن "الملتقى فرصة لتبادل وجهات النظر للخروج بتوصيات ترفع إلى رئيس الجمهورية".

شرحبيل: جائحة كوفيد-19 وضعت الجزائر في مواجهة تحدي التحول الرقمي

من جهته أكد وزير الرقمنة والاحصائيات، حسين شرحبيل ،أنه منذ ظهور جائحة كوفيد 19، "أصبح تحديث أساليب تسيير المؤسسات والإدارات العمومية أمرا حتميا, كما أصبح الجسم الرابط بين التعليم والتكنلوجيا الرقمية متينا وضروريا، ولذلك يواجه المجتمع الجزائري اليوم تحدي التحول الرقمي، لاسيما من خلال إدراج التعليم عن بعد، التجارة الالكترونية والخدمات العمومية المتاحة على المنصات الرقمية".

وأضاف الوزير في ذات السياق أن "محو الأمية واجتناب عواقبها الضاربة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي يحتاج إلى مجهودات الجميع"، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن "التحول الرقمي والولوج الى تكنولوجيات الاعلام والاتصال من بين المحاور الرئيسية في برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ومن بين الاجراءات ذات الأولوية في مخطط عمل الحكومة".

ولفت إلى أن "إشكالية الأمية المعلوماتية تقف عقبة في طريق التحول الرقمي في الجزائر"، ولهذا فإن "رقمنة الجزائر عملية جارية من خلال تعزيز شبكة الاتصالات، التعميم التدريجي للجيل الرابع للهاتف النقال بهدف التغطية الكاملة للتراب الوطني وتنفيذ المئات من الإجراءات الرقمية على مستوى الإدارات".

وأبرز  شرحبيل بالمناسبة أن "المجهودات التي بذلتها الدولة لتعزيز القدرات التكنلوجية تظهر جليا من خلال عدد مشتركي الانترنيت الثابت وانترنيت الهاتف المحمول"، مشيرا الى أن "الوصول الى تحول رقمي حقيقي يتطلب الحرص على توفير التكنلوجيا الرقمية بالموازاة مع الدعم اللازم للفئات الهشة".

ولهذا الغرض -يضيف الوزير- وضعت الوزارة "المواطنة الرقمية محورا رئيسيا سيسمح بتكوين شراكات مع قطاعات مختلفة"

كريكو تؤكد مساعي قطاعها لدعم الجهود الرامية إلى "محو كافة أشكال الأمية" 

هذا وأكدت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، أن قطاعها يسعى إلى "دعم مجهودات محو جميع أشكال الأمية، تجسيدا --كما قالت- لمبدئنا الدستوري الذي يعنى بحق التعليم وإلزاميته والمساواة وتكافؤ الفرص للالتحاق به، فضلا عن كونه أحد المحركات المساهمة في التنمية المستدامة التي تعد من الالتزامات والأولويات الدولية الراهنة"، داعية الجميع إلى"الانخراط في هذا المسعى من أجل خدمة الصالح العام".

وأضافت الوزيرة في ذات السياق، أن "محو الأمية أخذ أبعادا إنسانية واجتماعية انخرط فيها العديد من الفاعلين سواء على المستوى الرسمي أو المجتمع المدني، وتأقلم مع الظرف الصحي الراهن لمواصلة المسار التربوي والتعليمي عن بعد لفائدة التلاميذ لاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة"، وهو ما يترجم -على حد قولها- "الاهتمام البالغ للسلطات العليا بهذه الفئة وخير دليل تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بخصوص إنشاء المدرسة الوطنية لتكوين الأساتذة بالنسبة للصم البكم".

واعتبرت في ذات الشأن، أن المسعى الاستراتيجي الوطني يؤكد أن "نسبة محو الأمية قد أخذت منحى إيجابي بفضل تكاثف جهود كل الفاعلين بما فيهم جمعية (اقرأ) التي تعد صوتا من الأصوات الرائدة التي حصدت العديد من التكريمات، بالإضافة إلى الإشادة القيمة من رئيس الجمهورية الذي منحها صفة جمعية ذات منفعة عمومية".

كما أن تكريم الرئيس تبون للعديد من النوابغ الأطفال -تضيف كريكو- "دليل على الأهمية البالغة التي توليها القيادة العليا للبلاد للجانب العلمي، وخير دليل المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي".

وبالمناسبة، أعلنت الوزيرة عن جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة والطفولة الممنوحة من قبل جامعة الدول العربية لجمعية "اقرأ" نظير مجهوداتها في سبيل ترقية الأسرة والطفولة في المجال التعليمي وتمثيلها للجزائر أحسن تمثيل".

للإشارة، فقد تم خلال الملتقى منح الرئيس تبون وسام "اقرأ" امتنانا لجهوده ودعمه لمسعى محو الأمية ورعايته لهذا الملتقى، كما تم تسليم جمعية "اقرأ" شهادة تقدير من قبل جامعة الدول العربية سلمتها وزير التضامن والأسرة وقضايا المرأة إلى جانب تكريم عدد من المتمدرسات المتفوقات في صفوف محو الأمية.

 
الجزائر, مجتمع