شرعت شركة " الساورة للإسمنت" ضمن مساعيها الرامية إلى تنويع إنتاجها في تصنيع مادة جديدة تتمثل في الإسمنت المقاوم للكبريتات، حسبما علم هذا الخميس لدى المكلف بالإتصال بمصنع الإسمنت.
وجاءت هذه الخطوة بفضل الجهود المبذولة من طرف الإطارات الفنية والمسيرين العاملين بهذه الشركة التابعة إلى المجمع العمومي الصناعي للإسمنت "جيكا"، فضلا عن توفر المادة الأولية التي تدخل في صناعة هذا المنتج محليا، كما أوضح جمال الدين بلخيري.
وأشار إلى أن هذا المنتوج الجديد من شأنه أن يوفر عدة فوائد ومزايا لمشاريع قطاع البناء والأشغال العمومية والري، سيما المشاريع ذات الصلة بإنجاز المنشآت الكبرى، على غرار المطارات والسدود والجسور وغيرها، وهذا بالنظر إلى مقاومة هذه المادة للظروف الطبيعية الصعبة وملوحة التربة.
ووفقا لبلخيري فإن المصنع قد قرر الشروع في صناعة هذا النوع من الإسمنت وطرحه في السوق بأسعار تنافسية، بغية المساهمة في تعزيز البنية التحتية في المنطقة، من خلال التقليل من أعباء جلب هذه المادة من مصانع الإسمنت بشمال البلاد.
وأبرز في هذا الصدد بأن " إطلاق سلسلة إنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات التي لاقت ترحيبا كبيرا من قبل شركائنا، ستقدم قيمة مضافة للمؤسسات العاملة بالجنوب الغربي للبلاد، كما هو الحال بالنسبة للدول المجاورة التي نصدر لها أنواع أخرى من الإسمنت".
وتبلغ طاقة هذا المصنع الأول من نوعه بولاية بشار والذي دخل مرحلة الإنتاج الفعلية مطلع سنة 2020 ، واحد (1) مليون طن من الإسمنت/ سنويا، حسب ذات المسؤول، مشيرا إلى أن شركة "الساورة للإسمنت" قد تمكنت في نهاية أوت المنقضي من إنتاج 180 ألف طن من الإسمنت ، منها 25 ألف طن تم تصديرها إلى بعض الدول المجاورة من بينها مالي والنيجر وموريتانيا.
وبالمقابل اعتبر بلخيري أن أسباب انخفاض الإنتاج التي يعرفها حاليا المصنع، تعود أساسا إلى الإنعكاسات السلبية لجائحة كوفيد-19، قائلا في هذا السياق " نرتقب أن يرتفع الإنتاج بصفة محسوسة، مما سيساهم في تلبية حاجيات شركائنا وزبائننا من خلال تزويدهم بمادة الإسمنت لإنجاز عديد المشاريع بالمنطقة في مجالات السكن والأشغال العمومية وغيرها".
وتضم الشركة حاليا شبكة تجارية تتكون من أربع نقاط بيع منها واحدة بالبلدية الحدودية بني ونيف (110 كلم شمال عاصمة الولاية)، وأخرى على مستوى دائرة العواطة (259 كلم جنوب بشار) بالإضافة إلى اثنتين بمدينة بشار، استنادا للمتحدث.
وأضاف نفس المصدر أن إنجاز هذه المنشأة المتواجدة على بعد نحو 30 كلم من مدينة بشار، والتي تتربع على مساحة بأزيد من 100 هكتار، قد تطلب تخصيص غلاف مالي قدره 34 مليار دج وذلك بهدف المساهمة في تطوير وترقية النسيج الصناعي بالجنوب الغربي للوطن وتلبية الإحتياجات لمادة الإسمنت.
ويستفيد هذا المصنع من توفر مواد الخام الأولية في منطقة بن زيرق ، فضلا عن قربه من الطريق الوطني رقم (6) وخط السكة الحديدية بشار- وهران ، حسب بطاقته التقنية .