تناول وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، هذا الخميس بالجزائر العاصمة، مع وزير الشؤون الخارجية والإتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا، خوسيه مانويل ألباراس بوينو، استعدادات البلدين للقمة الجزائرية الإسبانية القادمة و5 ملفات أخرى، في المقابل، أشار قائد الدبلوماسية الاسبانية إلى "بدء تحضير الاجتماع رفيع المستوى المرتقب في مدريد، والذي من شأنه السماح بتحديد القطاعات المبتكرة، لاسيما الطاقات المتجددة والفلاحة وبناء السفن".
جاء ذلك في جلسة العمل ترأسها لعمامرة بمقر الوزارة مع ألباراس بوينو، وشهدت مشاركة كل من وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وكاتبة الدولة الاسبانية للتعاون الدولي وكاتبة الدولة الاسبانية للطاقة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الجلسة، قال لعمامرة: "استعرضنا مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين اسبانيا والجزائر، بدءً بالاستحقاقات السياسية القادمة بين البلدين، وعلى رأسها انعقاد القمة المشتركة القادمة في اسبانيا، ثمّ استحقاقات مرتبطة بالتعاون، والتنسيق بين وزيري خارجية البلدين، وعددًا من الاستحقاقات الاخرى في المجالات المتعلقة بتعميق وتوسيع البناء والشراكة الاقتصادية بين البلدين".
ونوّه وزير الخارجية إلى أنّ الجلسة المذكورة "أتاحت الفرصة لاستعراض علاقاتنا وترسيم ملامح تطويرها وتعميقها في المستقبل، بناءًا على الانجازات المحققة، وتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكذلك توجيهات ملك اسبانيا، ورئيس الحكومة الاسبانية، مشيرًا إلى أنّ "هذه العلاقة مدعوة للتطور، ولتحقيق إنجازات مستقبلاً، لأنّ هذا يمثّل الارادة السياسية ويعكس قدرات البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية".
وأبرز لعمامرة أنّ "زيارة العمل لوزير الشؤون الخارجية والإتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا، هامة"، مشيرًا إلى أنّها أول زيارة يقوم بها الوزير الاسباني لدولة بشمال افريقيا، بما يبرز الاهتمام الذي توليه الحكومة الإسبانية للعلاقة الاستراتيجية المتميزة مع الجزائر.
وركّز الوزير على أهمية العلاقات الثنائية ونوعيتها وحجمها في نظر السلطات الجزائرية، على اعتبار أنّ اسبانيا دولة متوسطية مهمة تربطها مع الجزائر علاقات قديمة واقتصادية هامة وواعدة"، مذكّرًا بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والدعم التي تجمع بين البلدين من مختلف الزوايا.
وفي تغريدة له على شبكة (تويتر)، سجّل لعمامرة أنّ "جلسة العمل كانت بنّاءة، وتمحورت حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث أكد الجانبان على العزيمة المشتركة لتعزيزها وتوسيعها، مع توافق كبير للرؤى بشأن الملفات الجهوية والمتوسطية والدولية".
ألباراس بوينو: "مطمئن بشأن استمرار التموين بالمحروقات"
أكد الوزير الإسباني للخارجية، أنّ "الجزائر تعتبر شريكًا اقتصاديًا موثوقًا من الدرجة الأولى، ودائمًا يفي بالتزاماته تجاه إسبانيا، وشعرت بالاطمئنان اليوم بشأن استمرار التموين بالمحروقات".
وبعد أن أبرز تطلع البلدين لأن يبلغ تعاونهما الاقتصادي "المستوى المنشود" وأن يكون "مربحًا لكلا الجانبين"، أعرب، ألباراس بوينو، عن "رغبة الجزائر وإسبانيا في الارتقاء بشراكتهما الطاقوية إلى قطاعات مبتكرة تسمح بالتوجه نحو الانتقال الطاقوي".
ولدى تطرقه إلى علاقات الجزائر مع الاتحاد الأوروبي، أشار المتحدث ذاته إلى "استعداد اسبانيا للعمل من أجل تعميق العلاقات بصفة تعود بالفائدة على جميع الأطراف"، مضيفًا أنّ "إسبانيا ستعمل على تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع الجزائر".