افتتح مؤخرا بالجزائر العاصمة معرض تشكيلي للفنان جودت قسومة تحت عنوان "دقيقة 19" قدم فيه 18 لوحة في الفن التشخيصي الحر من آخر ما أبدعت أنامله.
هي أعمال نصف تجريدية، متوسطة الحجم، منجزة بالأكليريك على الورق وبعضها بالحبر، ازدانت بها جدران رواق "الزوا-آر" وتتميز بألوانها الزاهية وأشكالها وأجسادها وخطوطها ورموزها وأيضا عناوينها المثيرة للتساؤلات ك "عينك ميزاتك" و"لافريك" و"عرقان".
ومن اللوحات البارزة أيضا بالمعرض "مارانيش هو" وهي مجموعة لوحات متشابهة متعددة الأشكال وغارقة في الألوان في إشارة إلى التشكيلي الهولندي المعروف بيت موندريان وهو أحد أشهر الفنانين التجريديين في القرن العشرين.
"ماذا حدث في الدقيقة ال19 من ولادتي؟" هذا ما يطرحه قسومة من خلال عنوان معرضه الذي يتميز بلوحات يبدو على بعضها العبث والسذاجة وبعضها الآخر غرابة التصورات وأنواع من السخرية والتهكم غير أنها تعطي للمشاهد بالمقابل مساحة واسعة للتساؤل.
وما يميز جميع الأعمال المعروضة أنها تشترك في إعطاء حرية التأمل والتأويل وفي هذا يقول الفنان أنه "يقدم أعمالا جمالية فهو لا ينتظر تفسيرا من الجمهور وإنما يترك له حرية الإحساس بالأعمال من خلال إشارات فنية مختلفة تتميز بها كل لوحة ..".
وأوضح قسومة أن إنجاز هذه الأعمال كان في 2020 وبشكل تلقائي وفي ظرف زماني محدد ميزته الظروف الصحية التي كان تعيشها الجزائر وكذا الفنانون بسبب جائحة كورونا معتبرا إنجازها بمثابة "فاصل فني" في حياته.
عدد من الزوار بالمعرض أعربوا عن سعادتهم بزيارته معبرين عن حبهم للفن التشكيلي رغم أنهم لا يزورون مثل هكذا معارض إلا نادرا، كما قالوا، مبدين في نفس الوقت إعجابهم بطريقة عمل قسومة وأسلوبه في إيصال فنه والتعبير عن نفسه.
جودت قسومة، فنان تشكيلي وكاتب من مواليد عام 1966، تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة أين يدرس حاليا بها و قد شارك في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية بالجزائر وخارجها كما في الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
ويأمل الفنان بأن يكونه هناك اهتمام بالتشكيليين الجزائريين من خلال تخصيص فضاءات لهم لتكون مكانا للالتقاء والإبداع والبيع وتبادل الخبرات، وهي كثيرة بالجزائر العاصمة، كما قال.
وتستمر فعاليات هذا المعرض، الذي يأتي في إطار عودة الحياة الثقافية بالعاصمة، إلى غاية 21 أكتوبر الجاري.