نشرت منظمة اليونسكو، هذا الخميس، تقريرًا مفصلاً حول الانتاج السينماتوغرافي و السمعي-البصري في افريقيا، تضمّن تقييمًا للواقع في بلدان القارة السمراء منها الجزائر، كما أحصى التحديات الواجب رفعها من أجل تصنيع القطاع، وأشار تقرير اليونسكو إلى وجود " صعوبات" تؤثر بشكل متكرر على صنّاع هذا القطاع الاقتصادي الذي يزخر بطاقات هائلة سيما القيود التي تقلص مجال الابداع في الفن السابع، وخلص التقرير إلى أنّ الصناعة السينماتوغرافية والسمعية-البصرية في افريقيا يمكنها استحداث "20 مليون "منصب عمل والمساهمة ب 20 مليار دولار في الناتج الداخلي الخام للقارة.
ارتكز التقرير الذي نشر على موقع منظمة اليونسكو على بحث وثائقي ومعطيات تم جمعها خلال تشاور لدى السلطات العمومية والمحادثات مع مختلف الفاعلين ببلدان قارة افريقيا الـ 54، وتحت شعار "صناعة الفيلم في افريقيا: توجهات وتحديات وفرص نمو"، ركّز التقرير على توزيع واستغلال وعرض الأعمال السينماتوغرافية و السمعية-البصرية ببلدان افريقيا.
وبالنسبة للجزائر، أشار التقرير إلى وجود أكثر من ألف شركة انتاج وتوزيع المنتوج السمعي-البصري من بينها 411 شركة في مجال التوزيع، إلى جانب نحو أربعين شركة أخرى ناشطة في مجال الانتاج، وقدّم التقرير لمحة تاريخية حول بدايات السينما في الجزائر التي تعود لستينيات القرن الماضي مذكرا بأن العديد من الأفلام الأجنبية المشهورة تم تصويرها في الجزائر منها " طرزان، الرجل القرد"( 1932) و" سامسون ودليلة" (1949)، "Z" لكوستا غافراس (1969)، "الهجوم" (L’Assaut ) سنة 2011 وغيرها من الأفلام.
وبحسب معطيات اليونسكو، فإنّ أكثر من 170 فيلمًا ( طويلاً ووثائقيًا وقصيرًا) تمّ انتاجها ما بين 2007 و 2013 تم تمويل غالبيتها بالأموال العمومية، من بينها الصندوق الوطني لتطوير الفن والتقنية والصناعة السينماتوغرافية، كما أشار التقرير إلى الأفلام الجزائرية الحائزة على جوائز عبر العالم منها "وقائع سنوات الجمر" لمحمد لخضر حمينة (1975) الفائز بالسعفة الذهبية بكان 1975 و فليم "الوهراني" (2014) للمخرج لياس سالم الحائز على عدة جوائز في مهرجان الفيلم الفرانكوفوني لأنغوليم .
وبخصوص الانتاج التلفزيوني، أكد التقرير أن انتاج المضامين الموجهة للشاشة الصغيرة يسجل زيادة خلال شهر رمضان الذي يشهد عرضا معتبرا من سيتكوم و المسلسلات على غرار " ناس ملاح سيتي" و " جمعي فاميليي" و"السلطان عاشور ال10 " و "دقيوس و مقيوس" و"ولاد لحلال".
الجزائر تحتوي على 25 قاعة عروض غير مستغلة
بحسب التقرير فان الجزائر تحتوي اليوم على 25 قاعة عرض مستغلة من أصل 81 قاعة تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون،ويشرف المركز الجزائري للسينماتوغرافيا على تسيير أكثر من 13 قاعة ناشطة تولي الأولوية لبث الأفلام الجزائرية حسب التقرير، غير أنّ التقرير الذي تم عرضه بباريس ندّد بـ "غياب" تصور اقتصادي للصناعة السينماتوغرافية والسمعية-البصرية في إفريقيا، حيث يمثل هذين القطاعين حاليا 5 مليارات دولار من المداخيل ويوظفان حوالي 5 مليون عامل بحسب التقرير ذاته.