لجأت وكالة الأنباء الفرنسية، هذا الخميس، إلى الإشادة ودعم منظمة "الماك" الإرهابية بشكل يتنافى مطلقًا مع أخلاقيات مهنة الإعلام إلى درجة التموقع كـ "ناطقة" والتحول إلى "منبر بامتياز" لمنظمة مصنّفة ضمن "الحركات الإرهابية الخطيرة".
أثارت البرقية التي نشرتها الوكالة المذكورة، دعمًا لحركة "الماك" الإرهابية استنكارًا وسخطًا كبيرين في مختلف الأوساط لا سيما الإعلامية، تبعًا لـ "إشادتها بشكل واضح بنشاط هذه المنظمة الإرهابية".
وأتت "السقطة الخطيرة" لوكالة الأنباء الفرنسية 24 ساعة بعد الإعلان عن عملية "نوعية" نجحت من خلالها المديرية العامة للأمن الوطني في إحباط محاولة تنفيذ اعتداءات إرهابية عبر عدد من مناطق البلاد، من قبل أشخاص منتمين لحركة "الماك" الإرهابية، وكلّلت العملية بتوقيف 17 عنصرًا والكشف عن خيوط مؤامرة مدبرة بالتعاون مع الكيان الصهيوني والمغرب.
وأثارت خرجة وكالة الأنباء الفرنسية، تساؤلات واسعة عن الطريقة "الغريبة" التي لجأت إليها وكالة الأنباء الفرنسية للإشادة بالمنظمة الإرهابية بشكل يتنافى مطلقًا مع أخلاقيات مهنة الإعلام، وممارسة مهمة "المتحدث" باسم منظمة إرهابية خطيرة، أبانت التحقيقات والدلائل في مناسبات عدة على لجوئها للتطرف والعنف باستعمال الذخيرة الحربية والأسلحة والمناشير التحريضية على التعصّب والعنف.
وتأتي هذه الخرجة الإعلامية لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، تورّط بعض اللوبيات التي تُحكم سيطرتها على إعلام موجه، لضرب استقرار بلدان معينة على غرار الجزائر العصية على الحاقدين والمتآمرين على بلد صامد وثابت في مواقفه التاريخية.
ولم تكن هذه السقطة الأولى من نوعها، بل سبقتها برقيات بمحتويات بعيدة عن الالتزام بالمهنية هدفها التشويش لحجب الرؤية عن الحقائق والمناورة وخدمة أجندات تحنّ لسياق زمني سابق وعهد ولى، كما تأتي بعد أيام قليلة من تصريحات "سافرة" جاءت على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي استهدفت الأمة الجزائرية قاطبة، الضاربة جذورها في عمق تاريخ حافل بالمقاومات والبطولات والأمجاد.
وارتضت وكالة الأنباء الفرنسية تكرار ما فعلته في الثامن والعشرين أفريل الماضي، حيث لم تتحرّج آنذاك في تحويل الحركتين الإرهابيتين "الماك" و"رشاد" إلى "منظمتين محترمتين"، بل و"مؤيدتين للديمقراطية"، في "زلة بائسة" لفرنسا الرسمية التي تواصل اللعب على الأوتار المشروخة.
وأتت مناورة وكالة الأنباء الفرنسية 96 ساعة بعد تشديد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أنّ "كرامة الجزائر خط أحمر" و"أنّ الدولة الجزائرية قائمة بكل أركانها وبقوتها وجيشها واقتصادها وشعبها الأبي الذي لا يرضخ إلاّ لله عز وجل".