الإعلام في الجزائر الجديدة ... لا مكان للأخبار الكاذبة تحت راية الحرية

شكل التدفق الهائل للأخبار المتضمنة للاشاعة على شبكات التواصل الاجتماعي حقل ألغام جديد للصحفيين الباحثين عن السبق ، ما أنتج سقطات اعلامية متتالية كشفت عن اختلالات مهنية خاصة مع  الحملات المغرضة التي تستهدف استقرار و وحدة الجزائر ، المشهد هذا وضع الإعلام في الجزائر خاصة الالكتروني منه أمام تحد جديد لاعادة  ضبط معايير و قواعد  الممارسة المهنية.

 وبهدف  التصدي لما تحيكه اللوبيات المعادية للجزائر ، أولت الدولة الجزائرية اهتماما كبيرا للأمن السبرياني ، مُهد له من خلال تعهد رئيس الجمهورية برفع سقف الحرية وإصلاح المنظومة الاعلامية، بما يضمن تقديم رسالة إعلامية حرة و مسؤولة وذات مصداقية ، بالاضافة  إلى استحداث قطب جزائي جديد لمتابعة الجرائم السيبرانية ، استكمالا للتعديلات المدرجة على قانون العقوبات في 2020  والتي تنص على تجريم "نشر وترويج أنباء كاذبة" .

 لم تقف الجزائر التي تتعرض لهجمات إلكترونية من طرف مواقع إلكترونية مضللة وجيش من الذباب الإكتروني مكتوفة الأيدي ، بل شكلت عدة جبهات صد تعمل على دحض الادعاءات بأدلة قاطعة وبسياسة اتصالية واضحة ، تجسدت  بفتح ورشات مهنية لإصلاح قطاع الإعلام ، وإعادة هيكلة الحقل الإعلامي الالكتروني ، وكذا المضي قدما في تجسيد السيادة الرقمية بإعلان وزيرالاتصال تشكيل مجموعة عمل بكفاءات وطنية ، تعكف على ارساء أرضية جزائرية تتولى مهمة الكشف عن الأخبار الكاذبة والتصدي لها ، في رفض  واضح لقرار مؤسسة فايسبوك منح مهمة الكشف عن الأخبار الكاذبة بالجزائر لمؤسسات أجنبية .

كيف يتحرى الإعلام الجزائري الصدق مع السبق؟

 يسعى الصحفيون وراء السبق الاعلامي مع ارتفاع وتيرة نشر الاخبار في كل آن ، وهو ما يجعلهم يغفلون عن التحقّق من صحة الخبر قبل نشره ، الأمر الذي أدى إلى رفع معدل انتشار الأخبار الكاذبة  في وسائل إعلام جزائرية، كان آخرها حادثة الغواصة الاجنبية التي أشيع أنه تم مطاردتها من طرف غواصات تابعة للقوات البحرية الجزائرية  .

 ويعتبر مهنيو الإعلام بالجزائر عدم مرونة الاتصال المؤسساتي وصعوبة الوصول إلى مصادر الخبر أحد الحلقات المفقودة في عملية التدقيق في صحة الخبر ، ما يستدعي إعادة النظر في وظيفة خلايا الاتصال في كل المؤسسات وتفعيل نشاطها ، وكذا استعانة قاعات التحرير بمدققين للأخبار  من أجل التقليل من احتمالات الانسياق وراء الاخبار الكاذبة ، مثلما يؤكده  كل من أمين التحرير بجريدة ليكسبريسيون الناطقة باللغة الفرنسية ابراهيم تخروبت و الصحفي سيد احمد  بلونة مقدّم أخبار بالتلفزيون العمومي الجزائري  .

و كانت العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية قد عززت اتصالها الرقمي بانشاء مواقع  تستعرض فيه نشاطها ، كما دعمت تواجدها على  شبكات التواصل الاجتماعي  بصفحات  تحولت الى منصات حقيقية للتواصل مع الجمهور، غير أن  صناعة الأخبار الكاذبة تحولت إلى أحد أسلحة الحروب الجديدة  ، لذلك فإن الوضع يتطلب تظافر جهود كل الفاعلين  في مجال الاتصال من أجل ضبط  مهنة الاعلام الالكتروني  وتحديد المسؤوليات والحريات بحسب الأستاذ الدكتور الحاج تيطاوني  مدير مخبر الإعلام والرأي العام وصناعة القيم بجامعة خميس مليانة .

رغم ذلك ، لم تمنع الحاجة إلى اتصال فعال مع المؤسسات العمومية، إعلاميين جزائريين شباب من المبادرة والسير قدمًا في تخصص جديد اعتمدته أكبر غرف التحرير الدولية، مقتنعين بحتمية اللحاق بالركب الدولي في مجال التحقق من صدق المعلومات وكشف الأخبار الكاذبة للجمهور العريض،  و في الخصوص يتحدث كل من الصحفي مولود صياد المتخصص في تدقيق الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا وليد حمدادو مدير موقع ديزانيوز .

ويبقى تفادي نشر الأخبار الكاذبة على وسائل الاعلام لاسيما الالكترونية منها، أكبر تحدٍ لمهنيي القطاع في كل دول العالم، ولن يتحقق إلاّ بالعودة إلى جوهر الرسالة الاعلامية المحترفة والالتزام بالحياد في صناعة الخبر ونقله.

موقع الإذاعة الجزائرية / زهور أڤنيني

 

 

 

 

 

الجزائر, سياسة