وفاة الفنان الفكاهي جعفر باك بعد صراع مع المرض

وري الثرى جثمان الفقيد جعفر باك -الذي توفي صباح الثلاثاء عمر ناهز 90 سنة - بعد ظهر اليوم ذاته بمقبرة وادي الرمان غرب الجزائر العاصمة.

ورافق جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير عدد من المعجبين ومن الفنانين رفاق درب الراحل الذين وصفوه ب"الفنان المميز" الذي كرس حياته للثقافة الجزائرية.

وأبدى رجل الإذاعة زهير عبد اللطيف تأثره بفقدان صديقه ومكونه الذي رافقه بكثير من "العطاء" أثناء عمله بالإذاعة الجزائرية.

وعبر رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش عن أسفه لفقدان "أيقونة" الثقافة الجزائرية والاسم "البارز" في الأغنية الفكاهية والإجتماعية والذي "التحق عفويا بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني إلى غاية 1962".

ومن جهته أشاد المغني حميدو بمسار الفقيد معتبرا أنه "قدم الكثير من الأعمال لجيل كامل من الفنانين الشباب", ووصفه بالسباق في "إدخال الروك آن رول والجاز للبيوت الجزائرية" عبر أعماله.

واعتبر الملحن والموسيقي مصطفى سحنون الذي قدم للفقيد أكثر من 90% من أعماله أن جعفر باك كان "من الفنانين المميزين في وقته".

وذكر عدد من رفاقه بأن الراحل كان شخصية "مرحة", متمنين أن يروا أعماله مجتمعة في وثائقي يكون بمثابة نموذج يقدم للجيل القادم.

وعبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي حضر مراسيم الدفن في رسالة تعزية عن أساه لرحيل الفنان الذي "عاش متواضعا" بعد "مسار حافل" أثرى المشهد الثقافي الجزائري.

وبدأ الفنان الراحل -وهو من مواليد سنة 1927 بالقصبة -مسيرته كمغني كوميدي و فكاهي مع نهاية الخمسينات حيث كتب ومثل في العديد من الوصلات الفكاهية إضافة إلى تأليفه عددا من الأغاني الفكاهية التي ترجمت قناعته الراسخة بأن "الفكاهة هي أنجع وسيلة للتربية والمواطنة".

وانضم الفقيد إلى صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية منذ ريعان شبابه ثم التحق بجيش التحرير الوطني كممرض حيث كان يعالج المجاهدين الجرحى لينتقل بعدها إلى الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بقيادة مصطفى كاتب.

كما شارك جعفر باك في الكثير من المسرحيات التي تحث على الكفاح من أجل الاستقلال على غرار "أبناء نوفمبر" و "الخالدون" لينضم بعدها إلى الإذاعة و التلفزيون الوطنيين في 28 أكتوبر 1962.

ويملك الفنان في رصيده الفني العديد من الوصلات الفكاهية (السكاتشات) من أهمها "البيروقراطية" و الأغاني الفكاهية على غرار "هيا يا ديغول" و "ديناها" و "يا جلول الروك أن رول" و "أنا مليت" إلى آخره كما أنشأ حصصا إذاعية و تلفزيونية من بينها "البشاشة" و" منكم و إليكم".

 

ثقافة وفنون