
أكدت البرلمانية الأوروبية بالوما لوبيث بمدينة غينت البلجيكية أن الحكم القضائي الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية يوم 27 فبراير الماضي والذي بين استحالة ضم الصحراء الغربية او مياهها الإقليمية للنطاق الجغرافي المغربي، بسبب الوضع المنفصل والمتميز للإقليم يعد خطوة فاصلة في نضال الشعب الصحراوي نحو تقرير المصير والاستقلال.
وعرضت بالوما لوبيث خلال محاضرة حول واقع الاحتلال في الصحراء الغربية شارك فيها كل من عضو تمثيلية جبهة البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي الصالح سيد المصطفى، بالإضافة الى الامينة العامة للجنة البلجيكية للتضامن مع الشعب الصحراوي، هيلت تيوفن، الى عمل اللجنة البرلمانية المشتركة للصحراء الغربية بالبرلمان الأوروبي، مبينة انها أرضية للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي بالمؤسسات الأوروبية التي يحضر فيها بقوة اللوبي المغربي المدعوم من بعض القوى الأوروبية.
وأشادت السيدة بالوما لوبيث خلال هذه المحاضرة بصمود المعتقلين السياسيين الصحراويين، وعلى رأسهم معتقلي مخيم اكديم ازيك.
وتطرق عضو تمثيلية جبهة البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي، الصالح سيد المصطفى الى واقع اللجوء الذي يكابده الشعب الصحراوي منذ اكثر من 42 عاما بمخيمات الصمود وخاصة واقع الشباب الصحراوي، الذي بات يفقد ثقته في المجتمع الدولي يوما بعد يوم، بسبب غياب الأفق السياسي وتلكؤ القوى الكبرى في فرض حل سياسي لإنهاء الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية.
وألح الصالح سيد المصطفى خلال تدخله على ضرورة ممارسة الكثير من الضغط على المغرب لإرغامه على الجلوس الى طاولة التفاوض مع جبهة البوليساريو.
وفي رد على سؤال من أحد المشاركين حول مستقبل الحل السياسيي بين الدبلوماسي الصحراوي ان الملف بيد الأمم المتحدة وهي تتواجد في المنطقة منذ اكثر من عقدين من الزمن عبر بعثة المينورسو، وعبر وكالاتها الإنسانية والحقوقية وهي المسؤولة الأولى عن انهاء معاناة الشعب الصحراوي، وتمكينه من ممارسة حقه الغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وأكد في نفس السياق ان الشعب الصحراوي، ورغم طول الانتظار، يبقى متشبثا بخيارالمقاومة السلمية للحصول على حقوقه، كما ويبقى على ثقة من قرب النصر، فمن كان يتخيل قبل عقود من الزمن سقوط جدار برلين في المانيا، ومن كان له ان يتنبأ بزوال نظام الفصل العنصري بالجزء الجنوبي من القارة الافريقية.
وكانت هيلت تيوفن قد قامت بسرد عرض تاريخي عن القضية الصحراوية، منذ مؤتمر الكونغو ببرلين العام 1985 الى اليوم، مبرزة اهم المحطات التاريخية للقضية.
وأشادت بما عايشته في مخيمات اللاجئين الصحراويين من مستوى تنظيم عالي وتكافل اجتماعي ووحدة وطنية بين الشعب الصحراوي مشيرة الى أن نسبة التعليم والمعرفة في أوساط الشباب الصحراوي تعد من أعلى النسب عالميا وذلك راجع الى سياسة التربية والتكوين الشامل التي تبنتها جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية منذ بواكير حرب التحرير الوطني.
وأبرزت في هذا الصدد الدور الذي لعبته وتلعبه المرأة الصحراوية في نضال شعبها ومدى روح التسامح والانفتاح الذي يميزها اقليميا إضافة الى مستوى المشاركة السياسية الذي تتمتع به.
المحاضرة التي حضرها جمع غفير من الشباب والطلبة المهتمين بمدينة غينتي الواقعة شمال بلجيكا أشرفت على تنظيمها جمعية فيردا للسلام بالمدينة وهي الجمعية التي تعنى بقضايا السلم والتنمية والسياسة الدولية كما تعد جزءا من الحركة البلجيكية المناهضة للتمييز والحروب. حيث سبق لها ان زارت مؤسسات الدولة الصحراوية ومخيمات اللاجئين خريف عام 2015.
وأعدت تقريرا من 23 صفحة حمل عنوان نداء الشعب الصحراوي أشرف عليه كل من السيد لودو دي بارباندير والسيدة سواتكين فان مويلم. وهو التقرير الذي عرض لمختلف جوانب القضية الصحراوية مع توضيح شامل لكفاح الشعب الصحراوي سعيا في الحصول على حقه في تقرير المصير.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية