تميّزت أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ماسينيسا بتقديم مداخلة للدكتور عبد الرحمن خليفة موظف سابق بوزارة الثقافة تساءل فيها عن حقيقة الموضع الدقيق حيث يرقد جثمان إبن "غايبا" .
وفي محاضرة عنوانها "أين يقع قبر ماسينيسا"، اعتبر هذا الدكتور الجامعي بأن رفات ملك الأمازيغ " تقع بالتأكيد بقسنطينة العاصمة القديمة لهذه المملكة الشاسعة ولكن ليس في المكان الذي يعتقد أنها فيه حاليا" .
وبالنسبة للدكتور خليفة فإنه من الثابت أن الضريح المقام بأعالي الخروب يضم بقايا قائدين نوميديين كبيرين من الدرجة الأولى لكنه من الصعوبة بمكان وبصورة قطعية الجزم بشأن هويتهما في ظل غياب تحليل مبني على أدلة أثرية مؤكدة وذات مصداقية".
ويسمح التقدم العلمي الحديث في مجال المعالجة الأثرية باستعمال التقنيات الحديثة مثل الحمض النووي بالتعرف على بقايا الأجساد التي تنام داخل معبد الخروب والتي قد تنتمي ل"ميسيبسا" ابن ماسينيسا وكذا أحد أحفاده حسب الدكتور خليفة .
ودعا الباحث المؤرخين إلى مراجعة التاريخ الأثري القديم بتفضيل مسلك التحاليل المستندة للتقنيات الحديثة ومنها الحمض النووي وكذا القيام بحفريات جديدة ليؤكد في الأخير بأن رفات ماسينيسا " مدفونة قطعا بضواحي قسنطينة" .
وكان نفس المحاضر قد أشار في بداية تدخله إلى مختلف الفرضيات الناجمة عن الحفريات المنجزة سنة 1861 من طرف الأثريين الفرنسيين شاربونو وريمون وفي عام 1915 من طرف بونال وبالي وهي الحفريات التي نتج عنها اعتبار كون المعبد يضم بقايا "ملك نوميدي كبير" .
على أنه تبين بعد التحاليل التي أجريت على بعض المعدات الجنائزية التي عثر عليها بالمعبد والموجودة حاليا بالمتحف العمومي الوطني سيرتا يعود تقويمها الزمني الأثري إلى نهاية القرن الثاني قبل العهد المسيحي وذلك ما يعزز فرضية أن الضريح ربما يعود ل"ميسيبسا" ابن ماسينيسا الذي عاش بين العام 148 و 118 قبل الميلاد كما أوضح المحاضر مذكرا بأن رفات أخرى أقل عمرا تم العثور عليها في نفس الموقع.