تشهد مدينة الحديدة اليمنية احتداما في المعارك التي تجددت منذ مطلع نوفمبر الجاري ، وتطورت إلى حرب شوارع في محاولة جديدة من طرفي الصراع للسيطرة على هذه المحافظة الإستراتيجية التي تضم ميناء يشكل شريان حياة بالنسبة لملايين الأشخاص في هذا البلد ، وسط دعوات لوقف الحرب تجنبا لإراقة مزيد من دماء اليمنيين و تحذيرات بحدوث مجاعة واسعة النطاق في حال استمر الوضع الأمني على ما هو عليه.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن حرب شوارع هي الأولى من نوعها و معارك شرسة احتدمت في المدينة منذ أمس الأحد و توغلت داخل المناطق السكنية باستخدام طرفي الصراع : الجيش اليمني ومسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين كل أنواع الأسلحة ، ما أجبر العاملين في أكبر مستشفى هناك على الفرار منه تزامنا مع محاولة المسلحين صد تقدم القوات اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية من الجهة الجنوبية للمدينة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى (الثورة) في الحديدة الاثنين "إن عددا من العاملين في المستشفى والمرضى القادرين على الحركة فروا منه بعدما عزز الحوثيون مواقعهم قرب المستشفى" بينما أوضح المتحدث باسم المستشفى خالد عطية إن "أطباء وممرضات واصلوا عملهم في أقسام الرعاية المركزة والحروق والطوارئ بالمستشفى رغم حالة الذعر".
وحسب مصادر عسكرية و طبية فان طرفي النزاع استخدموا خلال الاشتباكات قذائف مورتر ومدافع مضادة للطائرات وبنادق ، ما أدى إلى مقتل 149 شخصا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة أغلبهم من المدنيين. بينما تقول منظمات دولية بأنه منذ مطلع نوفمبر الجاري فقد بلغ عدد ضحايا الاشتباكات في المدينة إلى 400 شخص.
وأبدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قلقها إزاء "الخسائر البشرية غير المعقولة" نتيجة تصاعد الأعمال القتالية في الحديدة والتي راح ضحيتها سكانا مدنيين ، مشيرة إلى أن "الخسائر الحقيقية قد تكون أعلى بكثير".
وتضم المدينة ميناء تصل عبره معظم المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة، في بلد يواجه نحو نصف سكانه خطر المجاعة حسب الأمم المتحدة.
و حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الاثنين ، من خطورة المعارك الدامية الدائرة قرب ميناء الحديدة على المدنيين و على البنية التحتية باعتبار أن الميناء يعد شريان الحياة لملايين اليمنيين. وقال في تصريح له "أعتبر أنه إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي" ، مذكرا أن اليمن " يعيش أصلا وضعا إنسانيا كاريثيا".
المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج