بعد تفاقم عدد ضحايا المهربين غير الشرعيين عبر البحر ووصول عدد الاشخاص المنقذين الى 4000 شخص العام الماضي وانتشال 119 جثة على شواطئ الجزائر وفقد 96 شخص الى يومنا هذا ، تحول هاجس الحرقة او الهجرة غير الشرعية الى ملف وطني التف حوله المختصون لتفكيك عقده والبحث عن حلول ناجعة لكبح وتيرة تهريب الشباب في قوارب الموت.
وكشفت وزارة الداخلية والجماعات المحلية ان شبكة الترويج لهاته الرحلات تتخذ من الفايسبوك متكأً لها من خلال 51 صفحة ترويجية ، وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين في كلمة القاها في اشغال من االفوروم الذي يفتح النقاش حول ظاهرة الحرقة إن " بعض المهربين ينشئون صفحات على الفايسبوك تجتوي مضامين تشجع على الحرقة يستغلونها للتواصل مع الشباب وتحريضهم ومن ثمة اقتراح عليهم رحلة من رحلات الموت المبرمجة مقابل مبالغ مالية معتبرة " .
واضاف بالقول "وقد تم تحديد 51 صفحة من مواقع التواصل الاجتماعي مختصة في الترويج للحرقة تم تحديد عدد من مسيريها وانجزت ملفات قضائية فيما يخصهم ".
وفي تسجيل للقناة الاولى يروي اولياء بعض ضحايا الحرقة عن فقدهم لأبنائهم وكيف سقطوا في فخ المهربين ويدعون الشباب الى البقاء في بلادهم وعدم اتباع دعاة الهجرة غير الشرعية ومروجيها .
من جانبه دعا سليم زليقة رئيس الجمعية الوطنية لتحسيس الشباب ضد مخاطر الهجرة غير الشرعية الى القيام بحملات اعلامية وتحسيسية فعالة للتعريف بالمخاطر المترتبة على الهجرة غير الشرعية للتعرف على الأسباب والدوافع الفعلية التي تواجه الشباب نحو الهجرة غير الشرعية قصد الوصول الى الطرق السلمية والعلمية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقد تمكنت مساعي الحكومة في الاشهر الاخيرة من تفكيك عدة شبكات مختصة في الهجرة غير الشرعية وفتح 100 قضية لدى العدالة تورط فيها 334 شخصا وقد تم محاكمة 24 شخصا منهم بالسجن بعقوبات ثقيلة .
لا توجد جنة هناك كما اننا لسنا في جحيم هنا
ويجد الشبان الجزائريون الذين يشكلون اكثر من 54 بالمائة من المجتمع الجزائري أنفسهم امام خيارات صعبة لاسيما فيما يتعلق بمستقبلهم ، فبالنسبة للبعض فإن "المستقبل ليس في الجزائر وكل الوسائل ستكون جديدة من اجل الوصول الى الضفة الاخرى من المتوسط" ، فيما يدعو اخرون الى التريث وعدم الانسياق وراء حملات التهريب التي أصبحت تستقطب عددا كبيرا من الشباب .
وبحسب الاصداء التي التقطها ميكروفون القناة الإذاعية الثالثة فان الشباب الجزائري يسعى الى الهجرة بالنظر الى الظروف المعيشة آملين في اقتطاع تاشيرات قانونية لضمان تنقل آمن لهم، فيما يميل آخرون الى الاستقرار بالبلاد بالنظر الى كل ماهو متوفر هنا من فرص عمل ونجاح اكثر مما هي متاحة في الخارج، اضافة الى الاطار الاجتماعي المناسب ، حيث قال احد الشباب:" لا توجد جنة هناك كما اننا لسنا في جحيم هنا لذلك لا يجب ان نستسلم والقول ان العيش هنا صعب.. شخصيا عانيت في بداية مشواري لكمنني بدات اجني ثمار عملي " .
المصدر : الاذاعة الجزائرية
- القناة الأولى