بلغ عدد المرشحين للانتخابات التونسية الرئاسيةالمبكرة ، الذين أودعوا ملفاتهم لدى مصالح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في اليوم الاخير للترشح 98 شخصا.
وشهد اليوم الأخير لتقديم الترشحات، إيداع نحو 17 مرشحا ملفاتهم إلى هيئة الانتخابات، ليرتفع عدد المرشحين إلى 98 مرشحا مقارنة بـ 70 مرشحا للانتخابات الرئاسية لسنة 2014.
وسجل الاستحقاق الرئاسي السابق لأوانه، مشاركة جميع الأحزاب في البلاد، إلى جانب عدد من المستقلين.
وكانت آجال التسجيل للانتخابات الرئاسية، قد افتتحت يوم 2 أوت الجاري، في أول انتخابات رئاسية سابقة لأوانها وقررت هيئة الانتخابات تنظيمها في أعقاب وفاة الرئيس الراحل، الباجي قايد السبسي.
ووفقا لما ينص عليه الدستور التونسي يتولى رئيس مجلس"نواب الشعب"(البرلمان) الرئاسة لمدة ثلاثة أشهر، يجري خلالها انتخابات رئاسية وتشريعية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
ومن المنتظر أن تشرع الهيئة المستقلة للانتخابات، إعتبارا من يوم غد السبت في البت بالترشحات حتى 14 أوت ، تاريخ الإعلان عن النتائج الأولية للمرشحين قبل الدخول في مرحلة الطعون.
الانتخابات الرئاسية في تونس تنتقل من المرشح الواحد الى عشرات المترشحين لمنصب الرئيس
جدير بالذكر وكما ذكر سلفا ، تنتهي اليوم في حدود الساعة السادسة مساء بالتوقيت التونسي آجال تقديم ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها في 15 سبتمبر المقبل.
وذكرت وكالة الانباء التونسية (وأت) أنه بعد أن عاشت تونس منذ الغاء الملكية وإعلان الجمهورية وإختيار الحبيب بورقيبة رئيسا من طرف المجلس القومي التاسيسي سنة 1957 الى حدود انتخابات 20 مارس 1994 ظاهرة المرشح الواحد للانتخابات الرئاسية فان إنتخابات ما بعد الثورة وتحديدا سنة 2014 قطعت نهائيا مع هذه الظاهرة التي تعكس "مناخا سياسيا غير ديمقراطي" لتصل الى مستويات قياسية وغير مسبوقة حتى على الصعيد الدولي بلغت 70 مترشحا سنة 2014 واكثر من 60 بالنسبة لرئاسية 2019.
وتجدر الاشارة الى انه تم خرق قاعدة المرشح الواحد خلال تلك الفترة في مناسبتين الاولى عندما ترشح الشاذلي زويتن لرئاسية 1974 والثانية عند تقديم المنصف المرزوقي ترشحة للإنتخابات الرئاسية لسنة 1994، غير ان هذين المترشحين جوبها باجراءات قمعية.
ولم تكن الانتخابات الرئاسية التعددية التي إنطلقت منذ سنة 1999 تعددية بالمعنى الحقيقي للكلمة اذ لم تخرج عن نسب التسعين فاصل لمرشح الحزب الحاكم.
وفي ما يلي استعراض لكل محطات الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تونس منذ الاعلان عن الجمهورية:
25 يوليو 1957: إلغاء الملكية بخلع محمد الأمين باي وإعلان الجمهورية
وإختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية بانتخابه من قبل المجلس القومي التأسيسي بطريقة غير مباشرة.
8 نوفمبر 1959 : أول انتخابات من نوعها في تونس بعد المصادقة عن دستور 1 جوان 1959، والتي عرفت مترشحا واحدا وهو الحبيب بورقيبة وذلك عن الحزب الحر الدستوري الجديد.
8 نوفمبر 1964 : ثاني انتخابات في البلاد بعد الاستقلال والحبيب بورقيبة، المرشح الوحيد فيها عن الحزب الاشتراكي الدستوري، حيث فاز بفترة رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات بنسبة تقارب 100 بالمائة من الأصوات المصرح بها.
2 نوفمبر 1969 : تشهد تونس ثالث انتخابات رئاسية بعد الاستقلال والحبيب بورقيبة في ثالث ولاية له يبقى المرشح الوحيد فيها, ممثلا للحزب الاشتراكي الدستوري.
3 نوفمبر 1974 : الحبيب بورقيبة, المرشح الوحيد فيها على غرار سابقاتها والتي عرفت ترشح رجل الأعمال الشاذلي زويتن, الذي إستغل مخالفة الدستور من طرف الرئيس الحبيب بورقيبة بالترشح لولاية رابعة,’ وتولى يوم 10 سبتمبر 1974 تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية, والذي قوبل بمعارضة شديدة من قبل بورقيبة.
18 مارس 1975: مجلس الأمة يصادق على تنقيح الفصلين 40 و 51 من الدستور لإقرار إنتخاب الرئيس الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية مدى الحياة.
7 نوفمبر 1987: الوزير الأول الأسبق زين العابدين بن علي يتولى إزاحة بورقيبة من الحكم، بشهادة طبية لانعدام قدراته العقلية والبدنية ليعلن نفسه رئيسا للجمهورية التونسية.
2 أبريل 1989 : تنظيم الانتخابات الرئاسية الخامسة في تاريخ تونس والأولى بعد عزل الحبيب بورقيبة، والتي عرفت كسابقاتها مترشحا واحدا وهو زين العابدين بن علي.
20 مارس 1994 : سادس انتخابات من نوعها في تونس, والتي عرفت فوز زين العابدين بن علي المرشح الوحيد في هذه الانتخابات، وكان الحقوقي المنصف المرزوقي تولى تقديم ترشحه لهذه الانتخابات فتمت ملاحقته والزج به في السجن لمدة أربعة أشهر.
24 أكتوبر 1999: أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد حيث تقدم لها كل من زين العابدين بن علي عن التجمع الدستوري الديمقراطي ومحمد بالحاج عمر عن حزب الوحدة الشعبية وعبد الرحمان التليلي عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي غير أنها عرفت فوز زين العابدين بن علي بولاية رئاسية جديدة .
24 أكتوبر 2004 : جاءت هذه الانتخابات بعد عامين من التعديل الدستوري لسنة 2002 الذي ألغى شرط تحديد الفترات الرئاسية بثلاثة لتمكين بن علي من الترشح للمرة الرابعة، وكمثيلتها في سنة 1999، تم السماح لمرشحين آخرين ينتمون للأحزاب الممثلة في مجلس النواب لخوض الانتخابات الرئاسية.
24 يوليو 2008 البرلمان التونسي يقر تعديلا دستوريا يمكن بصفة إستثنائية بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 أن يترشح لرئاسة الجمهورية المسؤول الأول عن كل حزب سياسي سواء كان رئيسا أو أمينا عاما أو أمينا قارا لحزبه شريطة أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية وأن يكون يوم تقديم مطلب ترشحه مباشرا لها لمدة لا تقل عن سنتين متتاليتين منذ انتخابه.
15 يناير 2011 : عملا باحكام الفصل 57 من الدستور وتبعا للبيان الصادر عن المجلس الدستوري والمتعلق بالإعلان عن شغور منصب رئيس الجمهورية بصفة نهائية بعد قيام ثورة 14 يناير 2011 وفرار الرئيس زين العابدين بن علي فؤاد المبزع، رئيس مجلس النواب يتولى مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه ستون يوما يتم خلاله انتخاب رئيس جمهورية جديد لمدة خمس سنوات.
12 ديسمبر 2011 : المجلس الوطني التأسيسي ينتخب خلال جلسة عامة محمد المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا للجمهورية وذلك طبقا لأحكام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية الذي ينص على انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري وبالأغلبية المطلقة.
23 نوفمبر 2014 : تولى الأشراف على هذه الانتخابات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وكان هذا الموعد اول انتخابات مستقلة حرة وديمقراطية في تاريخ تونس،عرفت مشاركة 22 مرشحا, بينهم امرأة واحدة, من مجموع 27 مرشحا تم
التصريح نهائيا بقبول ترشحهم قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وذلك عقب انسحاب خمسة من المرشحين, والتي عرفت فوز الباجي قايد السبسي في الدورة الثانية منها.
25 يوليو 2019: الهيئة المؤقتة لمراقبة دستورية مشاريع القوانين تعلن عن تولى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة طبقا لأحكام الفصلين 84 و85 من الدستور، وذلك على إثر إقرار الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.
محمد الناصر يؤدي اليمين الدستورية ليتولى رسميا منصب رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما.