كشف مختصون في عنابة أن أكثر من 800 نوع من المواد المستعملة في الصيدلة والتجميل والتغذية واستعمالات الحياة اليومية تتسبب في إحداث اضطرابات هرمونية لدى الإنسان وتنجر عنها أمراض مزمنة على غرار السكري وبعض أنواع السرطانات وأمراض أخرى تصيب الأطفال.
وأوضح البروفسور رشيد جعفري رئيس قسم علم السموم بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة خلال أشغال الملتقى الوطني الأول حول "الاضطرابات الهرمونية وآثارها على الصحة" الذي احتضنته كلية العلوم الطبية، أن العديد من الدراسات جارية حاليا على مستوى مخابر علم السموم لمختلف جامعات ومعاهد الوطن لتحديد الآثار الصحية المباشرة وغير المباشرة لاستعمالات عدة مواد، على التوازنات الهرومونية، مشيرا إلى أن الاستعمال المفرط وغير الحذر لمواد صيدلانية و تجميلية يعرض الأجيال لمخاطر صحية يتوجب الوقاية منها.
وأضاف بأن الانتشار الواسع لأمراض مزمنة على غرار السكري أو الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال كالتوحد أو حالات النشاط المفرط عند الصغار له علاقة باضطرابات هرمونية ناتجة عن عوامل مرتبطة بالتغذية و التعرض المفرط لأنواع خاصة من المواد الصيدلانية أو مواد التجميل.
من جهته، أكد البروفسور ميكاشار رضوان، رئيس مصلحة علم السموم بالمركز الاستشفائي الجامعي بتيزى وزو و رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة، على أن الاستعمال غير العقلاني لبعض المنشطات بؤثر على التوازن الهرمونى في الجسم مشيرا إلى انتشار استعمال الهرمونات ذات العلاقة بكمال الأجسام والبناء العضلي في أوساط الشباب الشيء الذي يتطلب –حسبه- تكثيف التوعية بأخطار الاستعمال العشوائي لمثل هذه المواد على الصحة.
ولحماية الشباب وخاصة أولئك الذين يمارسون الرياضة بصفة رسمية كالرياضيين المحترفين والهواة من أخطار الاضطرابات الهرونية، تم استحداث لجان مراقبة تضم
ممثلين عن قطاعي الشباب والرياضة والتجارة تعمل بصفة دورية لمراقبة استعمال هذه المواد والحد من أخطارها وفقا لنفس المختص.
وتم خلال هذا اللقاء العلمي الذي دام يومين، عرض مداخلات تناولت نتائج دراسات أجريت حول الاضطرابات الهرمونية وعلاقتها باستعمالات بعض المواد الكيميائية المستعملة في الصناعات الصيدلانية والمواد الفلاحية والتجميل والتغذية، أنجزت بمخابر مراكز استشفائية جامعية بعدة ولايات من الوطن.
و تم تنظيم هذا اللقاء من طرف فسم علم السموم للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة بالتعاون مع مخبر البحث (صحة ومحيط) بذات المركز.