أكدت مصالح مديريات الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بعدد من ولايات جنوب الوطن التي سجلت بها حالات الملاريا أن تزايد عدد الإصابات بهذا المرض والتي وصلت إلى أزيد من ألف حالة كلها مستوردة، تعود أسبابه إلى الهجرة غير الشرعية ومجانية العلاج بالجزائر.
واحتلت ولاية تمنراست الصدارة في عدد الإصابات التي بلغت 918 حالة منذ بداية السنة الجارية منها 800 حالة خلال شهر سبتمبر الجاري، وهي حالات مستوردة من البلدان المجاورة التي تفشى بها مؤخرا داء الملاريا، حسب مدير الصحة بولاية تمنراست مصطفى زناقي.
وأوضح مصطفى زناقي في اتصال ضمن برنامج حصة "مساء وان" للقناة الإذاعية الأولى أن المرض غير معد ومتحكم فيه ، وهو يتنقل عن طريق البعوض، وهي حالات مستوردة من بلدان الجوار. "إننا نتكفل بالمرضة بطريقة عادية، وفق البروتوكول الصحي لمنظمة الصحة العالمية، خاصة وان الأدوية متوفرة وبالنوعية الكافية وسيتراجع هذا الوباء مع دخول شهر اكتوبر بتناقص البعوض".
من جهته أشار رئيس مصلحة الأمراض المعدية الدكتور اليأس أخاموخ أن تزايد عدد حالات الملاريا المستوردة يعود إلى توفر العلاج المجاني بالجزائر، حيث تعتبر تمنراست وعدد من ولايات الجنوب الأخرى نقاط الدخول الأولى إلى التراب الجزائري للقادمين من دول الجوار.
وسجلت أربع حالات وفاة بهذا الداء منذ بداية السنة بذات الولاية، منها ثلاث وفيات في شهر سبتمبر فقط، حسب نفس المسؤول الذي أشار إلى أن هناك خمسة أشخاص حاليا في حالات حرجة منها أربعة في العناية المركزة.
وتحدث الدكتور أخاموخ أيضا عن قرار إنشاء مرصد إقليمي للصحة العمومية وأمراض المناطق الإستوائية، حيث سيتم إجراء التحاليل والدراسات والمتابعة لرصد تطور هذه الأمراض بالمنطقة وفي منطقة الساحل الصحراوي.
وبولاية إيليزي التي سجلت بها 90 حالة وافدة منذ نهاية أوت الماضي، فقد أعلن مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن فتح تحقيق وبائي معمق مع اتخاذ إجراءات صارمة في جميع أنحاء الولاية لإحتواء المرض.
كما وأوضح الدكتور أحمد زناتي أن هذه الحالات سجلت في أوساط مهاجرين غير شرعيين من دول مجاورة ودخلوا الجزائر بشكل غير قانوني عبر منطقة جانت الحدودية، مضيفا أنهم استفادوا جميعا من الرعاية الطبية، مع تعزيز المراقبة الطبية في المناطق الحضرية. وأشار ذات المسؤول إلى توفر وبكميات كافية للأدوية الخاصة لعلاج هذا الداء.
وبولاية غرداية فقد جرى الكشف عن عديد الحالات "الوافدة من بلدان الساحل الصحراوي منذ 23 سبتمبر الجاري، وتم التكفل بهم من قبل مصالح الصحة بالمنيعة وغرداية".
وأفاد أطباء كانوا قد استفادوا من تكوين مسبق حول الأمراض الإستوائية أن ظهور هذه الحالات لحمى المستنقعات أو الملاريا والحاملة للطفيليات يمكن أن تتسبب في حالات أخرى.
وتمت دعوة الأطباء بولاية غرداية للتحلي باليقظة وتطبيق الكشف بواسطة القطرة السميكة وهي تقنية لتركيز خلايا الدم الحمراء بغرض الكشف عن حمى المستنقعات في الدم لكل حالة تعاني من حمى شديدة غير مفهومة.
وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أعلنت في بيان لها "أن الأدوية المضادة للملاريا متوفرة على مستوى هيئات التكفل وتم تعزيز مخزون تأمين على مستوى ولايات الجنوب تحسبا لتسجيل إصابات أخرى".
كما "تم تعزيز إجراء المراقبة، لاسيما من خلال التشخيص النشيط والكشف والتكفل المسبق للحالات ويُضاف إلى ذلك تطبيق الإجراءات المناسبة لمكافحة حشرة البعوض الناقل للفيروس"، وفق ذات البيان.