سلطت إذاعة الجزائر الدولية الضوء على كتاب " الصحراء الغربية الساقية الحمراء ووادي الذهب .. الأرض السائبة بدون سلطان" شهادات العلماء المحليين ومستكشفين غربيين" الذي ألفه الشيخ محمد ألمامي، وتناول فيه شهادات 21 مستكشفا غربيا، أثبتت أن الصحراء الغربية لم تكن تابعة لأي سلطة مركزية على مر العصور بل كانت أرضا سائبة يسوسها مجموعة من القبائل الرحل.
وتعليقا على الموضوع، اعتبر المحلل و الصحفي مصطفى آيت موهوب الكتاب بأنه " تاريخي أكثر منه سياسي يرد على دعايات بعض القوى الإستعمارية بالحقوق التاريخية، وذلك بالإشارة إلى قوله "بالعودة إلى القرن 18 وبداية 19 يتبين جليا أنه لا توجد مظاهر دولة ، ولا مظاهر إدارة أو نظام سياسي يتكيء إلى سلطة سياسية فعلية".
وأضاف أن هذا الكتاب يركز على شهادةات 21 مستكشفا أوربيين أو غربيين عموما مروا بالمنطقة أو أسروا فيها (مثل روبيرز آدام، بحار أمريكي، وجيمس ريلاي، قبطان أمريكي، وألكسندر إيسكوت، قبطان متدرب إنجليزي) رووا لاحقا ما شاهدوه بالمكان، وكلهم أجمعوا على أن هذه الأرض لم تكن لأي سلطة مركزية للسلطان المغربي حيث أكدوا مثلا -يقول- أنه كانوا مسجونين لدى قبائل لا تؤمن بالسلطة المركزية ولا تأتمر بسلطة سلطان، وتمارس التجارة مع المناطق المجاورة".
وتابع :"هناك شهادة للفرنسي إميلين رونو ، الذي كان عضوا في اللجنة العلمية الفرنسية بالجزائر، كتب في سنة 1840 كتابا عن الحدود المغربية الصحراوية أكد فيه –بناء على شهادات ووثائق- أن الحدود المغربية لم تكن تتعدى حينها وادي درعة، وأن ما بين وادي درعة ووادي نون هناك ما يعرف ببلاد السوس وهم برابرة كانوا يعيشون في استقلال تام ونمط إداري مستقل".
من جانبه أكد المحلل أحمد ميزاب أن الكتاب يمثل " وثيقة أو مستندا تاريخيا لأنه يؤصل لتاريخ، ويعدد لنا محطات مرت بها منطقة الصحراء الغربية".
وأوضح أن مضمون الكتاب يتحدث عن حضارة قبلية، وهو (أي الكتاب) جاء ليفند الأطروحة المغربية، فضلا عن أنه يتضمن مجموعة من الشهادات الموثقة لفترة ما قبل الإستعمار .
ويرى ميزاب أن الكتاب قيم وهام لما تضمن من مصادر استقت منها هذه المعلومات ويسرد محطات تاريخية. كما أن هذه الشهادات لمستكشفين وجغرافيين وبحارة لم تسر –يضيف- في طرح واحد بل كانت في زوايا متعددة من الطرح توثق للمنطقة لما قبل الإستعمار بسنوات عديدة.