قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف,سعد الحريري أنه سيعمل على تشكيل حكومة من الاختصاصيين (الخبراء) على نحو سريع بما يمكنها من المضي قدما في تنفيذ الإصلاحات وتطبيق خطة "خريطة الطريق" الإصلاحية التي وضعتها فرنسا في سبيل مساعدة لبنان على مواجهة الأزمات والانهيار الذي يتعرض لها.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الحريري اليوم الجمعة في ختام الاستشارات التي أجراها على مدى اليوم مع التكتلات النيابية داخل مقر مجلس النواب لاستطلاع رائهم في شأن الحكومة التي سيعمل على تأليفها.
وشدد الحريري على أنه يتعين على جميع الأحزاب والقوى والتيارات تنحية كافة الخلافات السياسية جانبا والعمل على استعادة ثقة الشعب اللبناني في الدولة ومؤسساتها,وكذلك ثقة المجتمع الدولي في لبنان لاسيما وأن البلاد تشهد أزمات حادة في كافة القطاعات المعيشية والطبية والمالية والنقدية والاقتصادية.
و اضاف انه على الرغم من الصعوبة الشديدة والأزمات الحادة في مختلف القطاعات داخل البلاد غير أن لبنان بإمكانه النهوض عبر إجراء الإصلاحات التي توافقت عليها جميع القوى السياسية خلال اجتماعها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى زيارته إلى بيروت الشهر الماضي.
و قد انطلقت اليوم الاستشارات النيابية التي يجريها سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مع الكتل النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة.
ووفقا للدستور اللبناني, يجري رئيس الحكومة المكلف الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة , و يوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها.
وعلى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها.
ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها ,أو اعتبارها مستقيلة إلا لتصريف الأعمال.
و تم أمس تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة, وذلك بعد أن أعلن مصطفى أديب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف في 26 سبتمبر الماضي , عن اعتذاره عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ,وسط صعوبات واجهت مسار تأليف حكومته حول الحقائب الوزارية.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر من العام الماضي , مظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت بالمطالبة بتحسين المستوى المعيشي, ثم تطورت إلى دعوات لرحيل الطبقة السياسية, في ظل أزمة اقتصادية ومالية في البلاد , و ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية (الليرة).