أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية التونسية شفيق صرصار أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت صباح هذا الأحد لإختيار أول رئيس للبلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي (يناير 2011) وذلك من بين 22 مترشحا، بعد انسحاب 5 مترشحين، يمثلون مختلف التوجهات السياسية، وسط اجراءات أمنية مشددة بلغت 11.85 بالمائة في منتصف النهار.
وقال صرصار في ندوة صحفية أجراها بالمركز الإعلامي بتونس استعرض فيها آخر التطورات بالنسبة لعملية الاقتراع داخل و خارج البلاد إن "نسبة المشاركة بلغت إلى غاية منتصف اليوم 11.85 بالمائة و هي متفاوتة من دائرة انتخابية لآخري".
وأكد ان العملية تجري "بنسق هادئ في كل مراكز الاقتراع على التراب التونسي" كما أنه "و لاعتبارات أمنية و لوجيستية فقد تم تقليص مدة الاقتراع في 56 مكتبا بكل من القصرين و جندوبة و الكاف وهي مناطق جبلية و حدودية يصعب تأمين مراكز وصناديق الاقتراع فيها في ساعات متأخرة".
وشهدت مكاتب الإقتراع في العاصمة تونس إقبالا "معتبرا "من طرف الناخبين كما سادت أجواء من الهدوء على هذه العملية لحد الآن.
ودعي لهذه الإنتخابات العاشرة في تاريخ تونس الحديث 5 ملايين و 285 ألف و 625 ناخب يتوزعون على 27 دائرة إنتخابية تضم 10 آلاف و 407 مكتب إقتراع تنتشر بكامل التراب التونسي.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن الانتخابات الرئاسية سيراقبها 92 ألف ملاحظ بينهم 65 ألفا يمثلون المرشحين للرئاسة.
نسبة المشاركة بالخارج بلغت 18.61
أما بالخارج فقد بلغت النسبة 18.61 بالمائة تختلف من دائرة لأخرى حيث بلغت في الدول العربية و بقية دول العالم 28.03 بالمائة و في الأمريكيتين و أوروبا 16.60 بالمائة و في ألمانيا 17.03 بالمائة وفي شمال فرنسا بلغت 26.95 أم بجنوب فرنسا فقد بلغت 17.62 بالمائة في حين تم تسجيل أقل نسبة في إيطاليا وهي 6.32 بالمائة.
وأرجع صرصار ذلك إلى ان "إيطاليا تعتبر منطقة عبور بالنسبة للتونسيين و ان عدد الناخبين في سجل الانتخابات بإيطاليا لا يعكس التواجد الحقيقي للجالية التونسية بهذا البلد".
وتجري عملية الاقتراع في 43 دولة كان أولها مدينة كانبيرا بأستراليا يوم الجمعة على أن يغلق آخر مكتب اقتراع يوم الاثنين 24 نوفمبر بسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية ويشارك في هذه انتخابات الخارج 389 ألف و 240 ناخب موزعين على 399 مكتب اقتراع بالخارج.
من جانبه ذكر نبيل بوفو عضو من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية التونسية أن الملاحظين يمثلون مختلف الجنسيات ، إضافة إلى الصحفيين الأجانب.
اتخاذ كافة الاحتياطات لتأمين عملية الاقتراع وسط تأكيد عن عدم تسجيل أية تجاوزات
ويفترض أن تجري عملية الفرز اليوم بعد إغلاق كل مكاتب الاقتراع على أن تكشف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية في ظرف 48 ساعة تفتح بعدها فترة الطعون في هذه النتائج لفترة أقصاها 23 يوما .
من جانيه أكد وزير الدفاع التونسي غازي الجروي اتخاذ كافة الاحتياطات لتأمين العملية والتنسيق القائم بين الجيش وقوات الأمن على كافة المستويات.
من جهتها أكدت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات الرئاسية التونسية هذا الأحد أن "هذه الاستحقاقات تجرى في ظروف حسنة لحد الآن ولم يتم تسجيل أي تجاوزات من شأنها الإخلال بالمسار الانتخابي". وأضافت أن "هذه الاستحقاقات الرئاسية بناءا على المعطيات المقدمة لحد الآن جاءت أحسن من التشريعيات من حيث التحضيرات الإدارية و القانونية وكذلك التنظيمية".
يشار إلى أن بعثة ملاحظي الاتحاد الاوروبى للانتخابات في تونس التي تتكون من 100 مراقب متواجدة بالبلاد منذ 17 سبتمبر الماضى بفريق متكون من 8 خبراء في مختلف المجالات الانتخابية إلى جانب ملاحظين منتشرين على المدى الطويل في جميع الدوائر الانتخابية بالبلاد منذ أوائل أكتوبر وذلك بدعوة من السلطات التونسية.
تنظيم محكم وتوافد معتبر للجالية التونسية بسطيف على مكاتب الاقتراع
كما تتواصل العملية الانتخابية لليوم الثالث والأخير على التوالي للجالية التونسية بالخارج لاختيار رئيس جديد للبلاد حيث شهدت العملية بالجزائر وبالتحديد ولاية سطيف تنظيما محكما وتوافدا معتبرا للتونسيين الذين عبروا عن آمالهم في أن تمر تونس إلى مرحلة الاستقرار والأمن قدما عقب الانتخابات الجارية .
ويشار إلى أن المرشحين للرئاسيات التونسية دخلوا أمس السبت في مرحلة الصمت الانتخابي عشية يوم الاقتراع وذلك بعد ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية التي تميزت بأجواء تنافسية وصلت في بعض الأحيان إلى نوع من الاحتقان نظرا لأهمية هذا الاستحقاق بالنسبة لمستقبل البلاد ما بعد المرحلة الانتقالية.
المصدر:الإذاعة الجزائرية