أثبتت نتائج أولية لدراسة أنجزتها مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون للبليدة بالتعاون مع معهد باستور أن الأشخاص المصابين بالسمنة معرضين للفيروس بنسبة 23 بالمائة مقارنة بغيرهم من المصابين بالأمراض المزمنة.
وقد شملت هذه الدراسة الأولى من نوعها خلال الأزمة الصحية لتفشي فيروس كورونا عينة تتكون من 2753 مهني للصحة 470 من بينهم أصيبوا بفيروس كوفيد-19 بمستشفى البليدة أي ما يمثل نسبة 17 بالمائة مبرزة بأن المصابين بالسمنة كعامل خطورة "أكثر عرضة إلى التعرض إلى الفيروس بنسبة 28 بالمائة مقارنة بغيرهم من الفئات الأخرى" .
وترتفع نسبة الإصابة بهذا الفيروس حسب ما جاء في هذه الدراسة التي اشرف عليها البروفسور عبد الرزاق بوعمرة رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية للبليدة "لدى المصابين بالأمراض التنفسية بنسبة 59 بالمائة".
ولاحظ المشرفون على هذه الدراسة أن ذوي فصيلة الدم (0) من مهني الصحة وبقية الأشخاص المعرضين إلى الإصابة تنخفض لديهم خطورة هذه الإصابة بنسبة 23 بالمائة.
وذكر البروفسور بوعمرة أن هذه الدراسة تعد "مؤشرا" لتحديد مدى تعرض مهني الصحة للوباء مما سيسمح باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية والمناسبة بالنسبة للمرضى والمستخدمين أملا أن يكون هذا الانجاز "دافعا" لتشجيع إطلاق تحقيقات وبائية مماثلة بالولايات الأخرى لتطويق الوباء وحماية أسلاك القطاع و بالتالي السماح لهم بمواصلة تقديم الخدمة للمواطن.
و ركز ذات المختص أعماله على مؤسسة استشفائية بولاية البليدة باعتبارها كانت في مقدمة "بؤر" الوباء في بداية ظهوره وكعينة لتقييم مدى تعرض مستخدمي الصحة لهذه الإصابة لكونه في الواجهة من حيث التكفل بالمواطنين مرجعا سبب تعرض جزء من هؤلاء المستخدمين إلى الإصابة ل"انخفاض اليقظة لدى جزء منهم " مشيرا إلى أن فئة أخرى من هؤلاء تعرضت إلى الجائحة خارج المؤسسة الاستشفائية محل الدراسة.
أما بالنسبة للفئات العمرية التي لم يسلم جلها من الإصابة -حسب ذات المختص - فقد كان معدل الاصابة متقاربا بين المسنين ومتوسطي العمر والفئة الشابة حيث بلغ المعدل 20 بالمائة بالنسبة للشريحة العمرية ما بين 45-49 سنة و 20 بالنسبة لفئة 50-54 سنة و20 بالمائة بالنسبة للفئة 20-24 سنة.
وفيما يتعلق بالفئات المهنية التي استهدفتها الدراسة التي دامت 4 أشهر وتم انجازها خاصة خلال الفترة الليلية من العمل وذلك لانشغال الفرق الطبية نهارا بالتكفل بالمصابين، لوحظ بأن أسلاك شبه الطبيين والأطباء العاميين والصيادلة كانت أكثر عرضة للوباء بنسبة 20 بالمائة تلاها الإداريون بنسبة 13 بالمائة والأطباء المقيمون ب 11 بالمائة وعمال المخبر ب 9 بالمائة والمساعدون المحاضرون ب 9 بالمائة فالأساتذة المساعدين ب 6 بالمائة.
وبخصوص أعراض الوباء، كشفت الدراسة أن نسبة 54 بالمائة من الحالات كانت لديها أعراض بعضها خطير ونسبة 37 بالمائة ليست لديها أعراض بارزة بتاتا.
وكانت "أحسن وسيلة" لكسر سلسلة العدوى - خاصة بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية في بداية ظهور الوباء ووصفها البروفسور بوعمرة "بالفعالة"-،التطبيق الصارم لسياسة عزل حاملي الفيروس بدون أعراض بارزة عن غيرهم من المحيطين بهم.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية