أكّد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أنّ احتياطات الجزائر من المواد الطاقوية غير التقليدية، تغطيها إلى غاية عام 2171، بما في ذلك حاجيات السوق الوطنية والصادرات.
في لقاء صحفي بثّه التلفزيون العمومي، قال حكار: "الاحتياطات من المواد غير التقليدية تغطي تقريبًا أكثر من 150 سنة من الاستهلاك الحالي، كل ما نستهلكه في السوق الوطنية وكل ما نصدره".
وفيما يتعلق بعائدات الجزائر من صادرات المحروقات، سجّل حكار أنها بلغت 25 مليار دولار إلى غاية بداية سبتمبر الماضي، متوقعًا أن تصل إلى حدود 33 مليار دولار مع نهاية السنة.
وعن سؤال يتعلق بأرباح الشركة بعدما سجلت أسعار الغاز ارتفاعًا محسوسًا في السوق الدولية، أشار حكار إلى أنّ سوناطراك تصدّر كمية قليلة من الغاز في الأسواق الفورية، مضيفًا أنّ الشركة تعطي الأولوية للحفاظ على علاقتها التجارية طويلة المدى مع شركائها التاريخيين.
في المقابل، أوضح حكار أنّ عقود الجزائر طويلة ومتوسطة المدى فيها بنود تتعلق بالأسعار ومراجعتها وكيفية تحديدها، منوّهًا إلى أنّ هذه البنود تمنح الجزائر فرصة حسب طبيعة العقد وطبيعة الزبون لمراجعتها كل 3 سنوات، إلى جانب بنود استثنائية لمراجعة الاسعار في حالة وجود طارئ استثنائي في السوق الدولية، "يمكن مراجعته وفق مصلحة الجزائر بعد تقييمه"، وأضاف أنّه لا توجد حاليا طلبات اضافية لإبرام عقود جديدة، وتابع: "لا يمكننا التوجه نحو أسعار قريبة المدى ونخسر في المقابل زبونًا تاريخيًا للجزائر".
تصدير الغاز في الأسواق الفورية عبر الأنابيب
أكد مسؤول سوناطراك وجود كميات "غير" من الغاز موجهة للسوق الحرة وتباع بسعر 29 دولار للوحدة الحرارية البريطانية، سواء عبر "جي.أن. أل"، أو عبر الأنابيب التي تمّ تسويق الغاز عبرها لأول مرة من طرف سوناطراك، وأورد حكار أنّ تموين اسبانيا بحسب الكميات المتعاقد عليها "مضمون" عبر أنبوب "ميدغاز" والمقدرة بـ 10.5 مليارات متر مكعب في العام، مع إمكانية تموين اسبانيا بالغاز المميع في حال تسجيل طلب إضافي.
وفي رده على اقتراح البعض خروج الجزائر من منظمة أوبك، أوضح حكار: "طلب خروج الجزائر من المنظمة قرار غير واعٍ وله تداعيات وخيمة على السوق الدولية للنفط".
وأضاف: "خروج الجزائر من أوبك سيضع السوق في يد دول أخرى ويخلّ بتوازنه، ويُبقي مصير السوق غير متحكّمًا فيه"، مشيرًا إلى أنّ الأسعار وصلت في مرحلة ماضية إلى 17 دولارًا للبرميل، وتمّ رفعها الى 45 دولارًا ثمّ إلى 70 دولارًا بفضل جهود أوبك +".
نحو شراكات جديدة مع البيرو وكينيا والنيجر وروسيا وتركيا
أفاد حكار أنّ سوناطراك تعمل على تطوير شراكات جديدة مع دول البيرو وكينيا والنيجر، كما تواصل عملها في ليبيا بعد استقرار الظروف الأمنية هناك، بالإضافة إلى استمرارها في الاستكشافات عبر الدول المحيطة بالجزائر بعد تحقيق نتائج جيدة شمال النيجر.
وبالنسبة للشراكة مع روسيا، تعمل سوناطراك على تطوير مشروع مشترك لتطوير حقل العسل، اين سيتم اتخاذ القرار قبل نهاية السنة والشروع في أعمال التطوير العام المقبل، إضافة الى انعقاد لقاء مع فرع غازبروم الروسية لتسويق الغاز في العالم ما يؤدي الى استقرار السوق و الحد من المضاربات والتذبذب في الأسعار.
وأكّد حكار أنّ سوناطراك اتجهت نحو ايطاليا وروسيا وتركيا لتقديم نظرتها حول التحول الطاقوي والحدّ من الانبعاثات الغازية وبحث مشاريع جديدة للهيدروجين والوقود الحيوي.
وفي حديثه عن المشروع البتروكيماوي الجزائري-التركي، قال حكار إنّ هذا المصنع الذي تتعدى قيمته 1.7 مليارات دولار سيستعمل مادة أولية جزائرية كما سيعطي فرصة لتسويق مادة البروبان على المدى الطويل في تركيا.