أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن حداد وطني بفرنسا هذا الخميس على إثر الإعتداء الدموي الذي إستهدف أمس الأربعاء مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"في العاصمة "باريس" وخلف 12 قتيلا و4 جرحى إصاباتهم خطيرة.
من جهتها رفعت السلطات الفرنسية نظام التحذير الأمنى الوطنى الى أعلى مستوياته ما يعنى "التهديد المؤكد".
وتعهدت رئاسة الحكومة الفرنسية باستخدام "كل الوسائل" من أجل "كشف واعتقال" مهاجمي مقر صحيفة (شارلي ايبدو) مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة".
هولاند :الهجوم الصادم على شارلي ايبدو اعتداء ارهابي
وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "الهجوم الصادم" على مجلة "شارلي إيبدو" قائلا "بلا شك انه اعتداء ارهابي" داعيا الفرنسيين إلى "الوحدة الوطنية"، وكشف أن "عدة اعتداءات إرهابية أحبطت" في الأسابيع الأخيرة فى فرنسا.
كما توجه فرانسوا هولاند فور الاعلان عن الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية الى موقع الحادث فى الوقت الذي أعلنت فيه السلطات حالة الانذار القصوى فى العاصمة باريس وسط مخاوف من وقوع حوادث لاحقة في المنطقة بعد هروب مرتكبي الحادث.
دول العالم تدين الاعتداء وتؤكد تضامنها مع فرنسا فى مواجهة الارهاب
وعلى الصعيد الخارجي، توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية و شددت على ضرورة الكشف عن منفذيه و تقديمهم امام العدالة مع التأكيد على وقوفها الى جانب فرنسا فى مواجهة الارهاب باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم.
وقد أدانت الجزائر بشدة الاعتداء الذي استهدف مقر الاسبوعية الفرنسية معربة عن تضامنها مع الشعب و الحكومة الفرنسيين.
ادانة جزائرية وعربية للهجوم الارهابي على الصحيفة الفرنسية
وأعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية لنظيره الفرنسي عن إدانة الجزائر "الشديدة" للهجوم الإرهابي الذي اقترف اليوم بباريس ضد مقر جريدة "شارلي ايبدو".
ومن جهتها اكدت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها "ان العمل الارهابي الذي استهدف مقر صحيفة فرنسية مدان ايا كانت دوافع منفذيه. ان الجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الارهابي الذي لا يمكن تبريره".
وضمت كل من مصر و السعودية و الاردن اصواتها الى الجزائر حيث استنكرت الهجوم " الارهابي" على الاسبوعية الفرنسية وأكدت وقوفها الى جانب الحكومة الفرنسية فى "مواجهة كل أشكال الارهاب" الذي يستلزم "تعاونا دوليا" لدحره.
وبدوره أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "بشدة الهجوم الإرهابي" في باريس اليوم الذي أدى إلى سقوط عدد من "الضحايا والمصابين الأبرياء" و قدم العربي فى بيان التعازي إلى عائلات الضحايا والشعب الفرنسي "على إثر هذا المصاب الأليم".
كما أدان الازهر الشريف الهجوم الذى وقع على مكاتب مجلة صحيفة "شارلى ابدو" الفرنسية واصفا اياه ب "الاجرامى" لكن مسؤولا دينيا حذر من "المسارعة الى اتهام المسلمين بذلك قبل انتهاء التحقيقات".
استنكار دولي واسع
وندد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بالهجوم "البغيض" الذى تعرض له مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية وأكد فى كلمة له بمجلس العموم البريطاني أن "بريطانيا تقف الى جانب فرنسا فى الحرب على الارهاب و فى الدفاع عن حرية الصحافة".
كما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الاعتداء الإرهابي" فى فرنسا معبرا عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة اللازمة لباريس لتقديم مرتكبي هذا العمل إلى العدالة.
و اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن الاعتداء على الصحيفة الفرنسية ليس فقط هجوما على أرواح المواطنين الفرنسيين وأمنهم وإنما هجوم على حرية التعبير والصحافة مؤكدة أن هذا الأخير غير مبرر بأي صورة من الصور".
من جانبه ندد الامين العام للامم المتحدة بان كى مون ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر بالهجوم ووصفاه بأنه "همجي".
واستنكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بشدة الهجوم ورأت أنه "لا يوجد شيء يبرر هذا الهجوم ويجب تقديم الأشخاص الذين دبروه ونفذوه للعدالة".
وكان مجهولون ملثمون وعددهم ثلاثة مسلحون ببنادق من نوع "كلاشنيكوف" وقاذفة صواريخ بإقتحام مقر الصحيفة أمس الاربعاء وأطلقوا النار على الموجودين بالمكان مما أسفر عن مقتل 12 شخصا ووقوع العديد من الإصابات وصفت بعضها بأنها خطيرة.
وعرفت صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة بنشرها المواضيع الحساسة على إختلاف أنواعها من بينها تلك التى لها علاقة بالديانات وتعرضت للكثير من التهديدات في مناسبات مختلفة كما سبق أن تعرض مقرها للحرق.