صدر هذا الخميس بيان مشترك إثر زيارة دولة أجراها الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في الجزائر.فيما يلي نص البيان:
"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أجرى فخامة اوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا زيارة دولة بالجزائر من 24 الى 26 فبراير.
تعكس هذه الزيارة الاهتمام الذي يوليه رئيسا الدولتين لتعزيز أواصر الصداقة و التضامن و التعاون التي تربط البلدين و تجسد ارادة قيادتهما المشتركة لإعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية-الكينية.
خلال هذه الزيارة اجرى الرئيسان محادثات معمقة و مثمرة حول العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الثنائي و الاقليمي و الدولي.و قد جرت هذه المحادثات في جو ودي و أخوي.
شكلت الزيارة فرصة لرئيسي الدولتين لاستعراض وضع التعاون في عدة مجالات و تأكيد عزمهما على تعزيزها من خلال وضع برامج تعاون تعود بالمنفعة المتبادلة بما يشمل المشاورات الاستراتيجية و إقامة شراكات متينة في المجال الاقتصادي والأمني و مجال الدفاع بما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين الشقيقين.
تبادل الرئيسان المعلومات حول الاصلاحات السياسية و الاقتصادية التي بادر بها البلدان و اكدا التطابق التام في مواقف البلدين و تحليلهما السياسي للمسائل ذات الاهتمام المشترك.
في هذا الصدد قرر الرئيسان عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي في بحر السنة الجارية و قد عرضت كينيا احتضانها.
اعرب الرئيس كينياتا عن امتنانه للرئيس بوتفليقة على دعم الجزائر الثابت لبلده لاسيما في مجال منح التكوين و مكافحة الجراد و ضد وفيات الامهات و الاطفال.
التزم القائدان على تعميق التعاون الثنائي في مجال الأمن لمكافحة كل انواع التهديدات الارهابية قصد تعزيز امن مواطنيهما و إفريقيا عموما.وجددا إدانتهما الثابتة للارهاب بكل اشكاله و تجلياته و جددا ضرورة بذل جهود مشتركة منسقة من اجل مكافحة الارهاب العابر للاوطان.
في هذا السياق ذكرا بقرارات الاتحاد الافريقي الصائبة حول منع دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن و ادانا هذه الممارسة التي تساهم في تمويل الارهاب.
سجل الرئيسان تطابق وجهاتهما بشأن عدة مسائل اقليمية و دولية و أقرا بالدور الهام الذي يلعبه البلدان في ترقية السلم و الاستقرار و الأمن في منطقتيهما و في افريقيا.
وفي هذا الشأن جددا التزامهما بالتشاور حول المسائل الشاملة و الاقليمية الهامة.
جدد الرئيسان تأكيدهما على تمسكهما بمبادئ و أهداف الاتحاد الافريقي و التزامهما بتنسيق جهودهما من أجل ترقية السلم و الأمن و الاستقرار و التنمية على مستوى القارة. و في هذا الإطار جددا دعهمها لجهود الاتحاد الافريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات و النزاعات في افريقيا.
وبعد أن أعربا عن ارتياحهما لدور الاتحاد الافريقي في التسوية السلمية للنزاعات على مستوى القارة عبر الرئيسان عن انشغالهما لاستفحال بعض بؤر التوتر والأزمات في افريقيا التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية.
أطلع الرئيس بوتفليقة الرئيس كينياتا على التعاون الواعد الذي يتطور و يتعزز في المجال الأمني في منطقة الساحل و على وجه الخصوص مسار نواقشط الهادف إلى تفعيل هندسة السلم و الأمن.
عبر السيد كينياتا عن تقديره لجهود الوساطة الدولية التي تمت بقيادة الجزائر بغية التوصل إلى تسوية نهائية و مستديمة للأزمة في مالي. و في هذا الصدد أشاد بالتوقيع يوم 19 فبراير 2015 بالجزائر العاصمة على إعلان الأطراف المشاركة في مسار الجزائر.
وأكد الرئيسان على ضرورة حفظ وحدة هذا البلد وسلامته الترابية ودعيا المجتمع الدولي إلى دعم التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في مالي.
وبخصوص الوضع في ليبيا عبر الرئيسان عن انشغالهما العميق حيال التحديات السياسية و الأمنية التي يواجهها هذا البلد و انعكاساتها في شمال افريقيا و في منطقة الساحل.
ودعا الرئيسان كافة الاطراف الليبية باستثناء الجماعات الارهابية المعرفة بهذه الصفة من قبل الأمم المتحدة إلى مباشرة الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة المكلف بليبيا برناردينو ليون بحسن نية بغية التوصل إلى حل سياسي يصون وحدة ليبيا و سلامتها الترابية و استقرارها.
خلال تطرقهما إلى مسألة الصحراء الغربية جدد رئيسا البلدين دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون و مبعوثه الشخصي السيد كريستوفر روس الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان و يفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن الأممي و الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي هذا الصدد جددا تضامنهما مع شعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في جهوده الرامية إلى تحقيق طموحاته الوطنية.
أطلع الرئيس كينياتا الرئيس بوتفليقة حول الوضع بجنوب السودان و التقدم في مسار السلم لأديس أبابا تحت إشراف الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية. و دعا رئيسا البلدين المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الإنسانية اللازمة من أجل التخفيف من معاناة أزيد من مليوني (02) شخص مرحل بجنوب السودان.
كما أطلع الرئيس كينياتا الرئيس بوتفليقة حول الوضع في الصومال حيث جدد الرئيسان إلتزامهما الصارم لدعم مسار إعادة الإعتبار لدولة الصومال و المصالحة لا سيما في ظل التصور الخاص بالبلد لسنة 2016. كما أكدا دعمهما للجهود المبذولة من أجل عودة اللاجئين الصوماليين و إعادة إدماجهم.
وبخصوص أجندة إدماج إفريقيا أطلع الرئيس كينياتا الرئيس بوتفليقة حول التقدم الذي حققته مجموعة إفريقيا الشرقية من أجل تطوير مشاريع البنى التحتية العابرة للقارات و ترشيد التجارة بين الدول الأعضاء كوسيلة لتشجيع التجارة الإفريقية البينية و الإندماج الإقليمي.
جدد الرئيسان دعمهما لتسوية عادلة و دائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة طبقا لمختلف لوائح الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي و حركة دول عدم الإنحياز.
دعا الرئيسان إلى إصلاح عميق لمنظمة الأمم المتحدة و جددا تمسكهما باتفاق إيزولويني من أجل مشاركة أوسع و فعالة للبلدان الإفريقية في مسار اتخاذ القرار على مستوى هذه المنظمة.
توجه الرئيس كينياتا بالشكر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و للشعب الجزائر على حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة اللذين حظي بهما و الوفد المرافق له منذ وصوله الجزائر.
ووجه الرئيس كينياتا دعوة للرئيس بوتفليقة للقيام بزيارة دولة لكينيا في تاريخ يحدد عبر القنوات الدبلوماسية. و قد تم قبول الدعوة.