أحالت محكمة جنايات المنيا جنوب مصر، أوراق المرشد العام للاخوان المسلمين و682 أخرين على مفتي البلاد لاستفتاء موقف الشرع من أحكام الإعدام ضدهم، و حددت تاريخ 22 جوان المقبل للنطق بالحكم النهائي في حقهم، كما أيدت حكم إعدام 37 عنصرا من أنصار الاخوان المسلمين والحكم بالمؤبد على 491 آخرين، بالإضافة إلى حظر نشاط "حركة 06 افريل"
موجة غضب عارمة
و قد أثارت هذه الأحكام الجماعية ردود فعل واسعة داخل مصر وخارجها حيث عبر المجلس القومي لحقوق الانسان المصري عن "انزعاجه الشديد"
وطالب المجلس المعتمد من طرف الدولة في بيان له، رئيس الجمهورية المؤقت باصدار قانون معدل لقانون الإجراءات الجنائية يقضي بجواز استئناف الاحكام الصادرة عن المحاكم الجنائية وفقا للدستور الجديد.
ووصف مدير المركز العربي لاستقلال القضاء ناصر أمين الحكم ب "الصادم وبالغ القسوة" وطالب الرئيس عدم التصديق عليه.
أما نادي قضاة مصر، فقد أعلن عن عقد مؤتمر صحفي اليوم لتوضيح ملابسات الحكم الصادر عن جنايات المنيا والتأكيد على عدم جواز التعليق على الاحكام القضائية النهائية.
من جهتها حذرت حملة حمدين صباحي المرشح للرئاسيات المقبلة من استمرار حدوث وقائع وممارسات "تنذر بعودة دولة القمع والمنع والحظر والمصادرة" وتخصم من رصيد مكتسبات ثورة 25 يناير على حد قولها.
أما تحالف "دعم الشرعية" الداعم لجماعة الاخوان المسلمين فقد دعا في بيان له أنصاره إلى التظاهر يوم غد الاربعاء وذلك ردا على الحكم الصادر بإعدام مئات من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي.
وطالب التحالف بأن تنطلق هذه المظاهرات من أمام منازل "المعتقلين " لدعم الإضراب عن الطعام الذي أعلنه نحو 1600 سجين من أنصار الإخوان ابتداء من الأربعاء .
وعلى صعيد آخر انتقد مسؤولو حركة "6 ابريل" الحكم الصادر امس بحظر أنشطة الحركة واعتبروه "حكم سياسي" ردا على التصعيد الذى تقوده الحركة فى الشارع مؤخرا ضد قانون التظاهر المثير للجدل ، فيما أعربت العديد من الأحزاب والقوى الثورية في مصر عن تضامنها مع الحركة كما أبدت استعدادها للمشاركة في فعاليات معارضة للحكم الذي اتهم أعضاء الحركة القيام باقتحام مراكز للشرطة ومحاولات إحداث الفوضي والتخابر والاستقواء بالولايات المتحدة الامريكية لقطع المعونة عن مصر.
إدانة دولية وداخلية واسعة
وقد لقيت الاحكام ردود فعل قوية من طرف دول ومنظمات وهيئات دولية حيث أعرب الأمين العام للامم المحدة في بيان له عن "قلقه" من هذه الاحكام كما عبر عن " قلقه و خيبة أمله" من الحكم الصادر بحظر أنشطة حركة "6 ابريل" مشيرا الى أنه يعتزم مناقشة هذه المخاوف مع وزير الخارجية المصري الذي يزور الولايات المتحدة الامريكية.
ومن جهتها طالبت واشنطن من السلطات المصرية تصحيح الوضع إزاء الاحكام بالاعدام التي وصفتها بـ"غير المعقولة" فيما نددت عواصم أوروبية ومنظمات حقوقية اقليمية ودولية بالاحكام حيث أعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها من الحكم ووصفت منظمة العفو الدولية الاحكام بأنها "استهزاء بالعدالة".
وفي تعليقه على ردود الفعل الدولية طالب المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطى دول العالم باحترام استقلالية القضاء المصرى.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وألمانيا طالبوا السلطات المصرية أمس بإلغاء أحكام الإعدام بحق الـ 37 إخوانيا وكذلك وقف إحالة أوراق أكثر من 600 آخرين بينهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان للمفتى لاستطلاع رأيه الشرعى فى إعدامهم موضحا أنه لا يمكن التعقيب على أحكام القضاء وان القانون يكفل الحق الكامل فى التقاضى ولفت الى ان النيابة العامة طعنت عليها بالفعل أمام النقض.
تشديدات أمنية مكثفة تحسبا من عمليات انتقامية
وعلى الصعيد الامني أعلنت وزراة الداخلية المصرية حالة الاستنفار القصوى لمواجهة أي أعمال عنف محتملة قد تشهدها البلاد في أعقاب صدور الاحكام وبعداعلان جماعة الاخوان المسلمين "النفير" في صفوف تنظيمها.
وقد شهدت مصر امس تصعيدا للمواجهات في الجامعات بين انصار الاخوان وقوات الامن فيما تم تسجيل محاولة استهداف ضابط بالجيش في الجيزة بعد ان تم زرع عبوة ناسفة داخل سيارته تم كشفها قبل الانفجار كما استطاع خبراء المتفجرات في شمال سيناء من ضبط وتفكيك عبوة ناسفة أخرى تحتوي على مادة " تي ان تي" شديدة الا نفجار) وضعت على طريق مطار العريش.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية