
رحب المشاركون في الإجتماع الثالث لقادة ورؤساء الأحزاب و النشطاء الليبيين اليوم الخميس بالجزائر بالتقدم المحرز في عملية الحوار السياسي الليبي مؤكدين على قناعتهم الراسخة بأنه لا وجود لحل للنزاع في ليبيا خارج إطار الحوار.
و أشادوا في البيان الختامي, الذي قرأه السيد مهدي وردامي لمين أحد المشاركين في هذا الإجتماع الذي احتضنته الجزائر ب"التقدم المحرز في عملية الحوار السياسي الليبي" و أكدوا على "قناعتهم الراسخة بأنه لن يكون هناك حل للنزاع الدائر في ليبيا خارج إطار الحوار السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة كآلية وحيدة للاستجابة لتطلعات جميع الليبيين وضمان احترام المسار الديمقراطي واستئناف الانتقال السلمي للسلطة
في ليبيا بالاستناد إلى مبادئ الديمقراطية والفصل بين السلطات واحترام حقوق الانسان وسيادة القانون".
وحث المشاركون "الأطراف المعنية الرئيسية في الحوار السياسي الليبي على تحقيق تطلعات الشعب الليبي بوضع حد فوري للنزاع في ليبيا من خلال شراكة سياسية حقيقية وحكم شفاف والتزام بمحاربة الفساد" داعين جميع الأطراف لإبداء المرونة وتقديم التنازلات الازمة لتحقيق "اتفاق سياسي يكون شاملا ومتوازنا وتوافقيا" و"الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني".
كما ناشد المشاركون "جميع الأطراف الممثلة في الحوار السياسي الليبي بالانخراط في مناقشات مباشرة وجها لوجه", داعين إلى "مسائلة الذين يعرقلون العملية السياسية من أفراد وجماعات تماشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
واستشعر المشاركون في هذا الاجتماع الجوهري "المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم في هذه اللحظات المفصلية والحاسمة لعملية بناء السلام في ليبيا", مبدين تصميمهم على "تحمل هذه السؤولية". كما استشعروا كذلك "الوضع الانساني الصعب الذي يعانيه أبناء شعبهم في الداخل والخارج من جراء استمرار النزاع" مطالبين "جميع الجهات بالسماح بفتح ممرات آمنه لإيصال المساعدات الانسانية خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان".
وأعرب المجتمعون عن إدراكهم التام "لخطورة الأوضاع والتحديات التي تواجهها ليبيا وأدانوا بقوة الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرا (...)" معربين عن "قلقهم إزاء زيادة وتيرة الأعمال الإرهابية وسيطرة تنظيم /الدولة الاسلامية/ على بعض المناطق الليبية وخطرها المحدق على استقرار وأمن البلاد وعلى ضرورة الوقوف صفا واحدا في مجابهة هذا الخطر" .
وأكد المشاركون "رفضهم القاطع لاستخدام القوة بغية تحقيق أهداف سياسية وأقروا بالحاجة الملحة لجعل استخدام القوة حكرا على الدولة لإحلال الاستقرار والأمن(...)".
كما أكدوا كذلك على "الملكية الليبية للعملية السياسية وعلى ضرورة التوصل إلى حل ليبي مبني على حوار الليبيين فيما بينهم دون أي تدخل خارجي".
فيما يتعلق بتفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الآونة الأخيرة, أعرب المشاركون "عن قلقهم البالغ بشأن التحدي الذي تشكله هذه الظاهرة لليبيا ولمحيطها وعن تضافر الجهود بين ليبيا وجيرانها للتصدي لهذه الظاهرة كما أعربوا عن قناعتهم بأن أفضل السبل للتصدي لهذه الظاهرة هو في الاتفاق سريعا على تشكيل حكومة التوافق الوطني التي يجب أن تقود هذه الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي مع الاحترام الصارم لسيادة ليبيا ووحدتها ولمبادئ القانون الدولي ذات الصلة".
وفي الأخير, عبر المجتمعون عن "إمتنانهم للجزائر لاحتضانها مسار حوار الأحزاب السياسية و النشطاء السياسيين وجهودها المخلصة لمساعدة الليبيين التوصل إلى حل سياسي توافقي تحت رعاية الأمم المتحدة".
مساهل: المجتمع الدولي مطالب بتشجيع ديناميكية اعادة السلام الى ليبيا
هذا و أكد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل انه "يجب على المجتمع الدولي أن يدعم و يشجع الديناميكية" الجارية في ليبيا من اجل حل سياسي لازمتها.
و أوضح السيد مساهل خلال ندوة صحفية مشتركة مع المبعوث الاممي إلى ليبيا بارناردينو ليون عقب الجولة الثالثة من الحوار الليبي الشامل "إننا نلاحظ ديناميكية في ليبيا من اجل التوصل إلى حل سياسي لازمتها و ينبغي علينا كدول جوار و مجتمع دولي تشجيعها و دعمها".
كما أعرب عن أمله في أن تسمح هذه الديناميكية بشكل سريع بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية تخاطب المجتمع الدولي.
و تابع قوله أن هذه الحكومة المستقبلية ستتكفل بجميع المسائل المرتبطة بالمسار السياسي الذي بدا و الذي يتعلق بمكافحة الإرهاب و ظاهرة الهجرة غير الشرعية في ليبيا.
و أكد الوزير على دعم الجزائر"الراسخ" لليبيا في سعيها للسلام و الاستقرار مضيفا أن اتصالات كانت جارية مع جميع الأحزاب الليبية من اجل إنجاح هذه القضية النبيلة.
و تابع قوله انه "من واجبنا كبلدان جوار دعم ومرافقة إخواننا الليبيين" مذكرا بان ليبيا تعد بلدا جارا تتقاسم معه الجزائر أكثر من 900 كم من الحدود.
أما على المستوى الدولي فقد أشار الوزير إلى وجود "تطابق في وجهات نظر البلدان التي لها دور هام على مستوى الأمم المتحدة و التي بدورها تدعم الديناميكية" النشطة في ليبيا.
كما أوضح أن اللقاء يعد الثالث من نوعه سيجمع غدا الجمعة بنجامينا (تشاد) بلدان جوار ليبيا من بينها الجزائر بهدف "دعم هذه الديناميكية و تشجيع إنشاء حكومة وحدة وطنية ليبية و المحافظة على السيادة و السلامة الترابية لهذا البلد".
و بخصوص الاجتماع الثلاثي الذي جمع في مايو المنصرم بروما كل من الجزائر و مصر و ايطاليا حول الأزمة الليبية أكد الوزير انه يهدف إلى تبادل وجهات النظر حول الأزمة في هذا البلد و تحديد السبل و الوسائل كبلدان جارة و أعضاء في المجتمع الدولي للمساهمة في إيجاد حل سياسي.
من جانب آخر أشار السيد مساهل إلى ضرورة التوصل إلى "أجندة واحدة" تعترف بان الأزمة الليبية تعد مسالة داخلية و أن حلها يكون ليبيا.
و تابع قوله أن هذه الأجندة المشتركة ينبغي كذلك أن "تضمن السلامة الترابية للبلد و رفض أي تدخل أجنبي في شؤون الليبيين".
وقال في هذا الصدد "أن دورنا كبلدان جارة و صديقة لليبيا يتمثل في دعم إخواننا الليبيين فيما سيقررونه و يرونه أفضل من اجل استعادة السلام و الاستقرار إلى بلدهم".
أما فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية السائدة في ليبيا أكد الوزير أن بلدان جوار ليبيا "لديها واجب القيام بتبادل وجهات النظر لمساعدة إخوانهم".
و في رده على سؤال حول تكفل الأمم المتحدة بالأزمة الليبية أجاب السيد مساهل أنه شرع في مسار الحوار تحت إشراف هذه المنظمة الدولية يتضمن عديد الجوانب التي شكلت موضوع اجتماعات في بلدان شتى.
و خلص في الأخير إلى القول بان "هناك تجند حقيقي من اجل كل ما يمكنه إعادة السلام و الاستقرار إلى ليبيا" مشيرا إلى وجود تطابق لوجهات النظر حول إنشاء حكومة وحدة وطنية و الوحدة الترابية ومكافحة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية.
ليون : إعلان الجزائر دعوة إلى اتفاق نهائي
من جهته، أشاد المبعوث الخاص لمنظمة الأمم المتحدة إلى ليبيا بيرناردينو ليون اليوم الخميس بالدور"البناء والحيادي" الذي تلعبه الجزائر من اجل إقرار السلم في ليبيا مشيرا إلى أن الإعلان الذي توج الجولة الثالثة من المحادثات الليبية الشاملة يعتبر"نداء كبيرا"لإبرام اتفاق نهائي.
و أعرب السيد ليون عن "امتنانه" للجزائر على"الدور الهام والبناء و الحيادي الذي تلعبه من اجل استعادة السلم في ليبيا".
وبالمناسبة أكد أن الإعلان الذي توج هذه الجولة الثالثة من الحوار"يعتبر نداءا كبيرا"نظرا"لوضوحه و للشرعية التي يكتسيها و هو يستجيب لطموحات المجتمع الليبي".
و أضاف السيد ليون أن "هذا التصريح يدعو إلى المسؤولية و إلى إبرام اتفاق من اجل تشكيل حكومة ليبية للاتحاد الوطني".
و أكد من جهة أخرى أن كل "الأطراف السياسية الليبية التي شاركت في هذه الجولة الثالثة للحوار تمثل 95% من المجتمع الليبي" مشيرا إلى أن "جميع المشاركين في لقاء الجزائر ينتمون إلى الأحزاب السياسية التي ميزت الساحة السياسية الليبية خلال السنوات الثلاثة الماضية".
و قال أن "رهاننا على مستوى منظمة الأمم المتحدة هو البحث عن الوضوح الذي كان ينقص الصيغة السابقة للمشروع التمهيدي للاتفاق و الذي حظي برفض المجلس الوطني العام لطرابلس بسبب نقاط الغموض الذي كان يحتويها خاصة تلك المتعلقة بكفاءات مختلف الهيئات".
و أضاف السيد ليون انه "ليس هناك مشاكل كبيرة" مؤكدا أن "الهندسة المؤسساتية حظيت بالقبول كلها".
و أشار السيد ليون أن "ليبيا ليس لديها الوقت لتضيعه بسبب تدهور الوضعالاقتصادي و تقدم المجموعة التي تطلق على نفسها اسم +الدولة إسلامية+ (داعش) و الأزمة الإنسانية السائدة في مختلف مناطق البلد" معتبرا أن "الوقت حان لإبرام اتفاق متوازن و عادل و عقلاني".
و اعتبر الممثل الاممي أن "التوصل إلى اتفاق نهائي مرتبط بثلاث مبادئ أساسية و هي التوازن بين الهيئات و الإجماع و الطابع الشمولي".
و اختتمت أشغال هذا الاجتماع اليوم الخميس بالجزائر العاصمة تحت رعاية الأمم المتحدة بحضور وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عبد القادر مساهل.