
أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هذا الاثنين بالجزائر محادثات مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يقوم بزيارة صداقة وعمل في الجزائر.
و جرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح و الوزير الاول عبد المالك سلال و وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد اويحيى و وزير الدولة وزير الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعامرة و وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب. أما عن الجانب الفرنسي فقد حضر وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي لوران فابيوس.
و أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن "العلاقة الشخصية" التي تربطه بالرئيس بوتفليقة ستعزز العلاقات الجزائرية الفرنسية في مختلف المجالات. و قال السيد هولاند عقب المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "هذا أمر بالغ الأهمية. فالعلاقة التي تمكنت من إقامتها مع الرئيس بوتفليقة ستسمح لنا بتعزيز علاقاتنا على الصعيد الإقتصادي و الثقافي و البشري".
و أوضح الرئيس الفرنسي أن هذه "العلاقة الشخصية" ستسمح كذلك للبلدين بتقديم "نفس الإقتراحات" بشأن "تسوية الأزمات و استتباب الأمن و السلم في المنطقة و في العالم".
و بعد أن وصف لقاءه مع الرئيس بوتفليقة ب"الهام" و "الودي" أكد السيد هولاند أنه تطرق إلى المسائل المتعلقة ب"العلاقات الثنائية و الشراكة الإقتصادية و التنمية و المبادلات البشرية".
و أضاف أنه تم التطرق كذلك خلال هذا اللقاء إلى الوضع في ليبيا و الساحل و مكافحة الإرهاب.
و كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أكّد انّ الشعبين الجزائري و الفرنسي "يربطهما التاريخ" معتبرا بأن هذا التاريخ كان "أليما" و لكن "اليوم بإمكاننا المضي قدما في علاقاتنا الثنائية".
وفي تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين، أوضح الرئيس الفرنسي: "لقد قمنا بتهدئة عدة أمور خلال زيارة الدولة التي قمت بها (ديسمبر 2012) و اليوم تربطنا شراكة حقيقية تم من خلالها تحقيق عدة مشاريع إلى جانب شراكات لنتوجه معا نحو إفريقيا".
وأضاف:" أولا لا يجب أن ننسى اي شيء من التاريخ و أن نقوم بعمل الذاكرة هذا و التوجه في نفس الوقت نحو المستقبل".
من جانب آخر أكد هولاند أن الجزائر و فرنسا بحاجة إلى "عمل مشترك" بالنظر إلى الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل.
وأوضح هولاند أن "هذا هو المغزى" من زيارتي إلى الجزائر بالإضافة إلى الجانب الإقتصادي و الثقافي.وأضاف: "مع الرئيس بوتفليقة أقمنا علاقة ثقة ونصائحه وتصوره للأمور بالغة الأهمية".
وتابع: " لقد عملنا كثيرا بوتفليقة و أنا خلال الأشهر الماضية من أجل تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين و الوفاء بالالتزامات التي تعهدنا بها". و أضاف : "أن هذه الزيارة الثانية التي أقوم بها الى الجزائر ستشكل فرصة لتعميق" العلاقات الثنائية في مختلف الميادين.
وفي سياق ذي صلة كان الرئيس الفرنسي أوضح في رسالة ليوميتي "لو كوتيديان دورون" و الخبر اليوم الاثنين عشية زيارته للجزائر:"أنا أقدر عشية زيارتي الثانية إلى الجزائر مدى التقدم الذي تم إحرازه. فبلدانا تحذوهما نفس الإرادة في إقامة شراكة متساوية بين الطرفين متجهة نحو التنمية والشباب".
هولاند يشيد بجهود الجزائر في استتباب السلم في مالي
وأشاد الرئيس الفرنسي بالعمل المنجز من طرف الجزائر لاسيما في مجال استتباب السلم في مالي.
وقال هولاند لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي "أحيي العمل الذي قامت به السلطات الجزائرية لاسيما بخصوص السلم في مالي" مشيرا إلى "الكفاح المشترك" ضد الإرهاب.
في هذا الصدد أعرب هولاند عن "امتنانه" للحكومة الجزائرية التي "بذلت كل ما في وسعها لإيجاد مرتكبي عملية اغتيال هيرفي غورديل" الرعية الفرنسي الذي اغتيل من طرف جماعة إرهابية خلال السنة الماضية في منطقة جبلية تقع بين البويرة و تيزي وزو.
وبعدها توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة.
وكان الرئيس الفرنسي مرفوقا برئيس مجلس الأمة, عبد القادر بن صالح, وعدد من أعضاء الحكومة حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء.
فرنسا تأمل في تطوير شراكتها الاقتصادية أكثر مع الجزائر
من جانب آخر شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي الاول للجزائر معربا عن أمله في أن تتطور هذه الشراكة أكثر.
و لدى وصوله الى مطار هواري بومدين، صرح هولاند يقول "أذكر أن فرنسا هي أول شريك اقتصادي و تعتزم أن تبقى كذلك بل و أن تعزز وجودها أكثر علما أن مؤسسات هامة متواجدة ( بالجزائر) على غرار رينو و سانوفي و ألستون و قريبا بيجو".
في نفس الخصوص أوضح الرئيس الفرنسي أن هدف هذه المؤسسات يكمن في " تطوير التشغيل بالجزائر و فرنسا لاسيما لصالح الشباب الجزائري".
و اذ أعرب عن أمله في الالتقاء خلال زيارة العمل التي يقوم بها ، بالشركاء الاقتصاديين الذين " يرغبون في العمل مع فرنسا" فقد أعرب هولاند عن الإرادة في " تسهيل تنقل" المواطنين و المتعاملين الاقتصاديين بين البلدين.
كما تابع يقول "لقد أظهرنا أننا قادرون على ذلك لاسيما من خلال منح التأشيرة. تلكم هي أهم المواضيع التي تجسد أهمية هذه الزيارة و آفاق العلاقة فرنسا-الجزائر".
كما أشاد هولاند بالجزائر لمساهمتها في إنجاح الندوة الدولية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بباريس.
وكان فرانسوا هولاند حل ظهر هذا الاثنين بالجزائر في اطار زيارة صداقة و عمل بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
الرئيس هولاند يستقبل الوزير الاول عبد المالك سلال
و في اطار زيارته للجزائر استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هذا الاثنين باقامة الدولة بزرالدة الوزير الأول عبد المالك سلال.
حضر هذا اللقاء كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة و وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب عن الجانب الجزائري، و وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي لوران فابيوس عن الجانب الفرنسي.
و قد حل السيد فرانسوا هولاند اليوم الاثنين بالجزائر في اطار زيارة صداقة و عمل بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.