تكتسي كلية الطب التي تستعد جامعة "عمار ثليجي" بالأغواط لافتتاحها بداية الدخول الجامعي المقبل (2014-2015) أهمية بالغة تتعدى كونها صرحا علميا محضا إلى أبعاد تنموية تستجيب لانشغالات المنطقة في المجال الصحي.
وستدخل كلية الطب حيز النشاط رسميا شهر سبتمبر المقبل بعد أن انتهت أشغال إنجازها وبلوغ عملية تجهيزها نسبا " جد متقدمة " فضلا عن تعيين الطاقم الإداري والبيداغوجي لتأطيرها كما أوضح مدير الجامعة جمال بن برطال.
وسيتم توظيف وعن طريق مسابقة وطنية 50 أستاذا مع وجود طلبات تحويل من جامعات أخرى وتوقع استقبال حوالي 200 مسجل من حاملي شهادة البكالوريا 2014 من ولايات الأغواط وغرداية والجلفة وفقا لذات المصدر .
ومن المرتقب أن تضم هذه الكلية التي ستعزز التكوين الطبي على المستوى الوطني عموما والجنوب خصوصا كافة الفروع الطبية بما فيها الصيدلة وجراحة الأسنان يقول مدير جامعة الأغواط
كلية الطب ... حجر الزاوية في تجسيد مشروع المركز الإستشفائي الجامعي
ويتزامن تدعيم خارطة التعليم العالي والبحث العلمي بولاية الأغواط بالعلوم الطبية مع استفادت الولاية من مركز إستشفائي جامعي بدأت أولى خطوات تجسيده على أرض الواقع بإنشاء 22 مصلحة إستشفائية جامعية تقع غالبيتها بمستشفى " أحميدة بن اعجيلة " بعاصمة الولاية.
وتتمثل هياكل المستشفى الجامعي الجديد والتي ستعمل بالتنسيق مع كلية الطب أساسا في مستشفى 240 سرير الذي فاقت نسبة أشغاله 80 في المائة بما فيها قاعة المحاضرات وأقسام التكوين على أن يستلم قبل نهاية السنة الجارية وفقا لما ذكرت من جهتها مصالح الولاية.
وتضم هذه المرافق أيضا مستشفى للأمراض العقلية بإمكانه استيعاب أكثر من 120 سرير وقد أوشكت أشغال إنجازه على الإنتهاء إضافة إلى إدراج مستشفى 120 سرير بقصر الحيران الذي استلم مؤخرا ضمن هياكل المركز المذكور.
وبالموازاة مع ذلك ستحظى الولاية في غضون سنة 2015 بمركز لمكافحة السرطان بتكلفة مالية تتجاوز 5ر4 مليار دج وستتكفل بتجهيزه مؤسسة أمريكية في إطار صفقة لتجهيز عدة مراكز وطنية .
رهان على ضمان التأطير الطبي وترقية الخدمات الصحية
ويعول على كلية الطب المرتقبة كثيرا في ضمان التأطير الطبي اللازم بالأغواط والولايات المجاورة لها بالنظر إلى النقص "الفادح " الذي لا تزال تعاني منه في هذا الجانب الأمر الذي أثر بشكل مباشر على نوعية الخدمات الصحية على الرغم من الهياكل الإستشفائية والتجهيزات المتوفرة.
وفي هذا السياق يرى نائب مدير المؤسسة العمومية الإستشفائية " أحميدة بن اعجيلة " بالأغواط كريبيعة شليقم أن تكوين أطباء من أبناء الجهة سيمكن مستقبلا من تأطير جميع المؤسسات الإستشفائية سيما المتواجدة منها بالمناطق النائية تحديدا.
كما سيسمح هذا المكسب من الحد من ظاهرة تحويل المرضى إلى المؤسسات الإستشفائية الكبرى المتواجدة بولايات بعيدة وما يترتب عنه من تكاليف ومعاناة لهؤلاء إلى جانب تخفيف مصاريف السكن والتجهيز الناجمة عن جلب الأطباء من ولايات أخرى وفي مقدمتهم الأطباء الأخصائيون .
وما يزيد من فرص الوصول إلى تكوين " نوعي " للطلبة الذين سيلتحقون بفرع العلوم الطبية بالأغواط هو نوعية الأساتذة والأساتذة المساعدين المشرفين على تسييرها وأبرزهم عميد الكلية البروفيسور طاهر ريان المختص في علاج أمراض الكلى والمعروف على الصعيدين الوطني والدولي كما أشير إليه .
كلية الطب ... مكسب هام لولاية الأغواط
منذ أن تأكد إنشاء كلية الطب ومركز إستشفائي جامعي بالأغواط أصبح الموضوع يشغل شرائح واسعة من سكان الولاية الذين غمرتهم مشاعر تمتزج فيها آمال تلقي خدمات صحيةأفضل والفخر بالمستوى الذي وصلت إلى جامعة " عمار ثليجي " والولاية على حد سواء.
وفي هذا الصدد يفيد عضو المجلس الشعبي الولائي ساسي حوحاط "بأن فتح كلية للطب يعتبر مكسبا علميا وتنمويا بامتياز لاعتبارين أولاهما إتاحة الفرصة لأبناء الجهة من مزاولة دراستهم في هذا التخصص وثانيهما ترقية مستوى الخدمات المقدمة انطلاقا من ضمان التكوين في شتى التخصصات الطبية".
ومن ناحيته ينظر الطالب شوشة حرزالله من جامعة الأغواط إلى هذا الصرح العلمي الجديد "بمثابة لبنة جديدة في مسار جهود تطوير هذه المنطقة من الجنوب إذ وبعد أن كان التسجيل في قسم الطب حلما يراود كثيرا من الحاصلين على شهادة البكالوريا لا سيما الفتيات لاعتبارات عدة هاهم اليوم يجدون حلمهم يتحقق أمامهم ".
للإشارة فإن كلية الطب الجديدة تقع بالقطب الجامعي 1 بمحاذاة كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية وقد جرى تشييدها وفق نمط معماري متميز يتناسب والخصوصية العمرانية للمنطقة .