لقيت مبادرة الجزائر الداعية إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة دعما كبيرا من المجتمع الدولي و أساسا من حركة عدم الانحياز خلال الاجتماع الوزاري للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز حول فلسطين حسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي جزائري.
و قال الناطق لرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف في تصريح للإذاعة الجزائرية القناة الأولى إن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية استفادت من دعم العديد من الدول و العديد من المجموعات الجغرافية الدولية و الجزائر تشارك في اجتماع طهران احشد الدعم لهذه المبادرة في سياق موقفها الثابت بدعم فلسطين ظالمة أو مظلومة كما أن الهدف لا يقتصر على حشد الدعم فقط و إنما إشراك دول منظمة عدم الانحياز التي تضم أكثر من ثلثي دول العالم و كل الفعاليات الدولية للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان على الفلسطينيين في غزة.
وأعربت لجنة حركة دول عدم الانحياز حول فلسطين اليوم الاثنين بطهران عن دعمها للمبادرة الجزائرية الداعية إلى عقد "اجتماع طارئ"للجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض "الوقف الفوري" للعدوان الإسرائيلي على غزة حسبما علم لدى مصدر دبلوماسي جزائري.
و أشارت اللجنة في بيان لها إلى أن عقد هذا الاجتماع سيسمح بالتطرق إلى العدوان الإسرائيلي على غزة و تجنيد المجتمع الدولي لهذا الغرض يضيف ذات المصدر.
و قد تم تنصيب لجنة حركة دول عدم الانحياز حول فلسطين قصد دراسة كل التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية و التعبير عن مواقف تضامنية باسم جميع الدول الأعضاء.
تضم هذه اللجنة البلدان التي سبق و أن أشرفت على رئاسة الحركة و كذا دولة فلسطين علما أن أشغالها مفتوحة أمام كل الدول الأعضاء الراغبة في المشاركة.
و تشارك الجزائر في اجتماع طهران بوفد يقوده الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية عبد الحميد سنوسي في الإجتماع العاجل للجنة دول عدم الإنحياز حيث سيقوم بتوضيح مبادرة الجزائر للدول الأعضاء فيما يتعلق بدعوتها إلى عقد إجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في غزة.
و ستوضح الجزائر لأعضاء اللجنة الـ 13خلال اللقاء الذي يعقد تحت إشراف إيران بصفتها رئيسة حركة دول عدم الانحياز "مبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فيما يتعلق بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، يخصص للوضع الكارثي في غزة".
كما سيتم إطلاع المشاركين على المساعي الدبلوماسية التي تمت مباشرتها بنيويورك (الأمم المتحدة) بالتنسيق مع الوفد الفلسطيني و المجموعات الإقليمية الأخرى لتجسيد المبادرة الجزائرية الرامية إلى وقف الاقتتال و التكفل الفوري بالأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عن العدوان العسكري الإسرائيلي على السكان المدنيين بغزة و استئناف مفاوضات السلام".
و في تصريح للقناة الأولى أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف بأن الجزائر كلفت سفرائها الموزعين عبر كامل أنحاء العالم بشرح هذه المبادرة،وجهود حثيثة- يضيف ذات المتحدث- تبذلها الجزائر لحشد الدعم لهذه المبادرة التي أضحت يوما بعد يوم تلقى مساندة كبيرة.
و كان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد صرح بأن أكثر من 30 دولة ستشارك في اجتماع طهران الذي تستغرق أعماله يوما واحدا وقال إن لجنة فلسطين تضم 13 دولة عضوا وهي : فلسطين والجزائر ومصر والسنغال وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وزامبيا وماليزيا واندونيسيا وبنغلاديش والهند وكوبا وإيران.
و مسألة عرض تفاصيل المبادرة أمام دول عدم الإنحياز تعد خطوة في غاية الأهمية خاصة إذا علمنا بأنها تضم أكثر من ثلثي دول العالم و هي بالتالي قوة من حيث العدد .
دعم متزايد للمبادرة الجزائرية
استفادت لحد الان المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية بدعم كبيرمن العديد من الدول و التكتلات الإقليمية، حيث أكد سفير فلسطين بالقاهرة جمال شبكي، في تصريح للقناة الأولى، بأن السلطة الفلسطينية تدعم مبادرة الجزائر قائلا "الجزائر دائما كانت حاضنة للقضية الفلسطينية و مواقفها لا طالما كانت ثابتة و واضحة".
و كانت قد انطلقت المبادرة بمحادثات أجراها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع نظيره المصري و أمير دولة قطر الأربعاء المنصرم حيث سمحت هذه المحادثات ببحث السبل و الطرق الكفيلة بالقيام بعمل عربي مشترك "مكثف" لحمل المجموعة الدولية على التحرك من اجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتمثل أول إجراء اتخذته الجزائر في "قرار الرئيس بوتفليقة القاضي بتقديم إعانة مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لصالح فلسطين و سكان قطاع غزة".
و كان سفير الجزائر و ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة صبري بوقادوم قد أكد السبت أن "الجهاز الدبلوماسي الجزائري بصدد تداول المبادرة الجزائرية عبر العالم" مشيرا إلى أن الكتلة العربية تبنت مبادرة الجزائر التي سيتم تبنيها من قبل كتل اقليمية أخرى و العديد من البلدان.
و أكدت مصر التي سبق و أن اقترحت مبادرة رفضتها حركة حماس عن دعمها "التام" للمبادرة الجزائرية.
و جاء هذا على لسان وزير شؤونها الخارجية سامح شكري في اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري رمطان لعمارة حيث أكد له "استعداد" بلده الكامل" على "المضي قدما في عملية التنسيق الثنائي الجزائري-المصري للتحرك المشترك والفاعل في إطار المبادرة الجزائرية في الأمم المتحدة من أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي.