أكد وزير الموارد المائية و البيئة عبد القادر والي هذا الخميس أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر هو خيار استراتيجي ذو بعد اجتماعي و اقتصادي لا يمكن الاستغناء عنه رغم تكلفته الباهظة.
و في رده على سؤال لنائب بالمجلس الوطني الشعبي حول تأخر مشاريع محطات تحلية المياه و ارتفاع تكلفتها أكد أوضح والي بأن محطات التحلية الـ11 التي تم انجازها سمحت بإنتاج أكثر من 1ر2 مليون متر مكعب (م3) يوميا أي 800 مليون م3 سنويا و هو ما يقارب سعة أكبر سد في الجزائر (سد بني هارون).
و تسمح هذه الكميات بتمويل قرابة سبعة ملايين مواطن من الولايات الساحلية بالمياه الصالحة للشرب في مقابل بتوجيه المياه التقليدية -التي كانت موجهة سابقا للمواطنين- نحو القطاع الفلاحي بغية مضاعفة المساحات المسقية و تدعيم مناصب الشغل و تحقيق الاكتفاء الغذائي.
و أضاف بأن هذه المشاريع جاءت لسد العجز الذي عرفته الجزائر من المياه التقليدية (السطحية و الجوفية) و لتأمين تزويد المناطق الساحلية بالمياه الصالحة للشرب.
و ذكر والي في ذات السياق بمحطة التحلية للمقطع بأرزيو (وهران) التي تعد أكبر محطة لتحلية المياه في البحر الأبيض المتوسط و إفريقيا بطاقة إنتاج 500 ألف م3 يوميا.
و ستسمح هذه المحطة -التي دخلت الإنتاج شهر جويلية الماضي- بتزويد عدة ولايات غربية بالمياه الصالحة للشرب على غرار وهران إلى جانب اجزاء من معسكر و غليزان و كذا تيارت.
و يرى الوزير بأن اللجوء إلى محطات تحلية مياه البحر يعد الحل المناسب لإشكالية المياه في الولايات الساحلية بالإضافة إلى أنه سمح للجزائر بالتحكم في هذه التقنية و التكنولوجيا و هو ما جعلها من البلدان الرائدة في هذا المجال.
نسبة امتلاء السدود قاربت 58 بالمائة بفضل الأمطار الأخيرة
من جهة أخرى أفاد وزير الموارد المائية و البيئة بأن نسبة امتلاء السدود عقب الأمطار الأخيرة التي عرفتها عدة مناطق من البلاد تقارب 58 بالمائة.
و أوضح والي للصحافة على هامش الجلسة العلنية لطرح الأسئلة الشفوية بالمجلس بأن الأمطار المعتبرة التي هطلت خلال الأيام الأخيرة سمحت بوصول نسبة امتلاء السدود إلى قرابة 58 حيث ابدى تفاؤله بمواصلة ارتفاع هذه النسبة خلال الفترة المقبلة.
و تم تسجيل نسبة 90 بالمائة على مستوى أكثر من عشرة سدود و نسبة تفوق 60 بالمائة في حوالي 30 سدا آخر حسب الأرقام المقدمة من طرف الوزير الذي أشار إلى أن الجزائر "لا تزال في وضع جيد من حيث وفرة الموارد المائية خصوصا و أن فصل الأمطار لم ينته بعد".