يسقط يوميا العشرات من الشباب والمراهقين الجزائريين في فخ الادمان ، بعدما تحولت المخدرات في السنوات الاخيرة الى مدعاة للافتخار والتنافس بين الشباب والمراهقين في الاوساط المدرسية ، غير ان ارادة التغيير و دعم العائلة يدفعان العديد من هؤلاء الى التوجه لمصالح علاج الادمان.
وتعد المشاكل الاسرية اهم عامل يجمع ضحايا المخدرات من المراهقين ، بالإضافة الى رفاق السوء الذين يتربصون بالفئات الهشة لفتح طوابير لا متناهية من مستهلكي المهدئات ، وهي القصص التي ترويها شهادات بعض الشباب والمراهقين الذي تكلموا في ميكروفون اذاعة جيل اف ام الاذاعة الجزائرية عن تجربتهم مع المخدرات .
وتنال الفتيات نصيبهن من المخدرات بسبب رفقة السوء و الضغوط النفسية التي قد يتعرضن لها في الوسط الاسري او المدرسي ، وهن اكثر فئة متضررة من الادمان بالنظر الى المتاعب التي تنجم عن تعاطيهن للمخدرات وهي حالة الطفلة اكرام التي بدأت تتعاطى المخدرات في سن جد مبكرة بسبب رفاقها لتنتشلها عائلتها في آخر لحظة..
وبالرغم من معرفتهم القوية بكل اضرار المخدرات النفسية والجسدية إلا ان بعض المدمنين يفضلون مواصلة التعاطي على ان يخضعوا للعلاج بسبب اليأس من ظروفهمالمعيشية لا سيما الذين فشلوا في العثور على وظائف تمنحهم الاسقترار، مشيرين الى انهم يضطرون الى السرقة او التحايل للحصول على الاموال لاقتناء حصص يومية من المخدرات .
من جانبه أوضح الوسيط الاجتماعي نبيل نزاري أن نظرة المجتمع لهذه الفئة ورفضه لها حتى بعد العلاج والشفاء التام من افة الادمان هي احد اهم الاسباب التي تثبط من معنويات المدمن المعالج و حتى اؤلئك المدمنين الذين يرغبون في تلقي العلاج ، ودعا نبيل الى تكاتف الجهود من اجل تشجيع اكبر قدر من المتعاطين لاختيار العلاج كمنفد من المخدرات.
وتحصي الجزائر بحسب اخر الاحصائيات اكثر من 300 الف مدمن في مصحات العلاج ، وتمثل الفتيات نسبة 6 بالمائة من مجموع المدمنين الذين يتلقون الرعاية في المصالح الطبية المتخصصة ، وينتظر المراقبون ان يرتفع عدد المقبلين على العلاج من الادمان بشكل لافت لا سيما بالنسبة للشريحة الشبانية التي تترواح بين 15 و35 سنة .
المصدر : الاذاعة الجزائرية