يعتبر قصر الباردو من بين اجمل واهم المباني الفحصية بالجزائر العاصمة وهي المنازل التي شيدت خارج اسوار المحروسة لتكون مقرات استراحة لأعيان المدينة وزوارهم .
بني قصر الباردو في اعالي العاصمة في فترة الباشا مصطفى ، حيث استقر الامير الحاج بن عمر في الجزائر العاصمة بعد ان منحه باي الجزائر حق اللجوء السياسي على خلفية نزاع على الحكم في تونس ، وشيد قصره الباردو تيمنا بالطراز الاندلسي الذي يحيل الى كلمة البارادو الاسبانية التي تعني المكان المغطى بالورود.
افتتح ال قصر المتحف عام 2013 بعد ست سنوات من عمليات الترميم ، و بحسب محافظة التراث بالمتحف فايزة رياس فان المتحف تخصص في عرض مراحل ما قبل التاريخ والايثنواغرافيا ، حيث يحوي قرابة 15 الف قطعة تعود لفترة ما قبل التاريخ ، بالاضافة الى مجموعة واسعة من القطع الايثنوغرافية التي تعود الى القرون الماضية ، وفيما يلي بعض الصور التي تجول بنا في ارجاء المتحف
شهد قصر الباردو اخر أعمال توسعة به في عام 1879 من قبل صاحبه انذاك الفرنسي جوري الذي اضاف الى بنيته اسطبلات وحظيرات للخيول .
يجسد الباردو كغيره من قصور جزائر مزغنة ثقافة الانغلاق والاختباء عن اعين المختلسين فنشاهد السلالم الداخلية والغرف تطل بمجملها على فناء او حديقة من اجل تفادي خروج اسرار اهل المنزل .
تم تحويل قصر الباردو الى متحف عام 1930 بمناسبة مئوية الاحتلال الفرنسي، ليتم تصنيفه كمتحف وطني عام 1985 ، وقد بوشرت في السنوات الاخيرة عمليات ترميم واسعة لاستعادة وجهه الحقيقي وقد تم نقل العديد من القطع الاثرية التي كان يحويها الى عدد من المتاحف المتواجدة بالجزائر كل حسب اختصاصه .
عرف صاحب القصر بايلائه لحريمه عناية كبيرة وقد تجلى ذلك في تخصيصه لاركان متنوعة من تحفته المعمارية لهن فمن قاعات الخياطة والطرز الى الحمامات الواسعة الى الحدائق و الافنية ..
الديوان وهو صالون كبير كان صاحب البيت يقيم فيه الحفلات والمآدب، ومعلق بالديوان جناح يتيح مزيدا من الراحة والهدوء .
الزائر لهذه التحفة المعمارية يلمس الذوق الرفيع لصاحبها الذي ابرز تاثره بالطراز الاندلسي والعثماني ،حيث اعتمد مجموعة من العناصر الهندسية التي تبعث على الاحساس بالهدوء وصفاء الذهن .
شيد القصر على مساحة تناهز 1650 متر مربع خصص منها 550 متر مربع لإنشاء فناء رحب يستقبل فيه كل داخل للمبنى .
تعبرهندسة قصر الباردوعن حضارة مغلقة أمام أعين المتطفلين من الخارج السلالم مطلية بخزف أزرق والدخول من باب ضخم ، ليتيح الوصول إلى باحة مزينة بحوض من الرخام، ونافورة بمياه نفاثة .
لايزال القصر المتحف مفتوحا امام الزوار الراغبين في اكتشاف اركانه وهندسته في انتظار استرجاع التحف والقطع الاثرية التي وزعت على مجموعة من المتاحف خلل فترة ترميم الباردو ليستعيد القصر الجميل رونقه وحيوية المتحف من جديد.
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية/حاشي علال