بدأ مفهوم البنايات الذكية يتردد على مسامعنا في هذه الايام اكثر من اي وقت مضى، فبعدما اعتدنا على الهاتف الذكي اوالتلفزيون الذكي يلتف المهتمون بالبنايات الايكولوجية أو ما يعرف بالعمارات الخضراء بآخر الابتكارات في مجال البناء نظرا لاهميتها في توفير الطاقة و قلة تكلفتها وكذا سرعة الاداء بها اثناء الاشغال وهو ما سيتحول في القريب القادم الى احد اهم مجالات الاستثمار في الجزائر .
و تعمل البيوت الذكية على توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة من خلال تسليط الافكار والوسائل الذكية واستخدامها اثناء مراحل البناءوالاستغلال، مع ضمان تجديدات عديدة في المجالات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي ادراة خدمات الاضاءة و المياه و التدفئة والطهي وعمليات اخرى بطريقة مبرمجة تحسن وتسهل حياة الافراد .
وبحسب الدكتورة كريمة عنوش في تسيير وتعمير المدن من جامعة وهران فان تقنيات البناء الجديدة لا تتوقف عن التطور وتتمثل في مواد البناء الحديثة لا سيما فيما يتعلق المواد المرسكلة بالاضافة الى تقنيات البناء، فهناك وسائل للتحكم في الطاقة كنظام الطاقة الشمسية حيث تستعمل نوافذ ذكية تفتح وتغلق كلما رصدت اشعة الشمس ، وكذا تقنيات مرتبطة بالتهوئة تمكننا من تقليص تكلفة مكيفات الهواء .
ويسرد الروبورتاج الذي بثته القناة الاذاعية الاولى هذا الاسبوع اهم التحولات التي طرأت في مجال البناء بالجزائر والتي تتجه الى اعتماد التقنيات الحديثة والذكية في العمارة وتسيير البنايات بالرغم من بطأ التحول...
و يرى المختصون في مجال البناء ان استخدام هذه التقنيات الحديثة وكذا مواد البناء الجديدة في عملية البناء من شأنها التسريع في وتيرة انجاز البنايات بأقل جهد ووقت و أكثر جهد لكن كثيرون هم من يتجاهل هذه الفوائد .
و بحسب علي عماري مهندس في البناء أن ذهنية المواطن الجزائري تدفعه الى البناء بطريقة بدائية لانها غير مكلفة ، وكذلك رؤساء مؤسسات البناء العاملين في الجزائر لا يريدون الخروج من بوتقة البناء البدائي بالرغم من وجود المواد الذكية والاقتصادية ..، فقد اصبح استعمال الخشب مثلا غير موجود فهنالك اقوالب المعدنية سهل ويوفر الوقت، وهو ما يوفر مشاكل كثيرة متعلقة بآجال التسليم وباعداد العمال وخطر اصابتهم في الورشات .
في الجزائر ، تحاول بعض المؤسسات المختصة في انتاج مواد البناء تحسين وتجديد منتوجاتها ونشرها في سوق البناء المحلية ،لا سيما فيما يتعلق بالاجر الذي اصبح يتميز بمقاومة حرارية أفضل و خصوصية عزل الاصوات ، كما أصبح من الممكن أن تقوم بعملية تلبيس الجدران الداخلية بواسطة آلة تلبيس تختصر مدة عامل البناء من 20 يوما الى يوم واحد ، وهو ما يمكن أن يتيح مدة انجاز قياسية للعديد من المشاريع التي لا تزال تنتظر توفير اليد العاملة المؤهلة .
ويدعو المهتمون الى توفير مواد البناء والتقنيات الذكية من اجل ضمان عمارة ذكية توفر استهلاكنا للطاقة وتمكننا من التحكم في بناياتنا بكل اريحية لا سيما و طريقة العيش لاقت راوجا ونجاحا كبيرن في عدد من البلدان كألمانيا وسويسرا وبعض البلدان التي كانت تعاني من طرق توفير الطاقة ..
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية/ القناة الاولى