رغم ما يمتاز به سهل متيجة من الحمضيات والكروم ومختلف أنواع المتوجات الفلاحية إلا أن العديد من المواطنين يتساءلون اليوم عن هذا السهل الذي لم يعودوا يسمعوا عنه سوى ما كتب أو قيل في الماضي على أنه أكبر سهول الجزائر.
القناة الأولى للإذاعة الجزائرية تساءلت وبحثت في هذا الريبورتاج عن ما بقي من سهل متيجة في ظل العديد من الصعوبات والمشاكل التي يواجهها.
والجدير بالذكر أن ولاية البليدة تتوفر على 56 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية الخصبة منها 2175 هكتار إلتهمها الاسمنت المسلح على غرار المناطق الفلاحية في الجزائر التي راحت ضحية لذلك .
وتساهم البليدة لوحدها في ما نسبته 40 بالمائة من منتوج الحمضيات والكروم على المستوى الوطني وبحكم أنها الرائدة في هذا المجال من حيث الكم والنوع خصوصا منتوج كل من بلدية واد العلايق، موزاية وكذا الشبلي، إلا أن مشكل السقي حال دون رفع انتاج هذه السنة وساهم في تقليصه إلى نسبة 30 بالمائة ما سيؤثر بالضرورة سلبا على الأسعار حسبما عبر عنه الأمين الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بالبليدة رشيد جبار الذي دعا السلطات المعنية إلى الإسراع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأشجار المثمرة التي تنتظر موتا حتميا بسبب العطش.
و تكتسي التعاونيات الفلاحية دورا مهما في إمداد الفلاحين بكل ما تحتاجه الأشجار المثمرة من مواد فلاحية وأسمدة لحماية المنتوج من مختلف الأضرار ومنها 10 ألاف قنطار من الأسمدة تم توزيعها هذه السنة على ما يقارب 400 فلاح ببلدية موزاية وهو ما أكده عبد السلام أحمد رئيس التعاونية الفلاحية متعددة الخدمات بموزاية .
أما أمين عام جمعية الرأي لمتيجة الغربية لولاية البليدة فقد أكد بأن أكبر مشكل يؤرق فلاحي متيجة هو نقص المياه والسقي وتحديدا منذ سنة 2004 ومنها بلدية العفرون ،موزاية وكذا الشفة وعين الرمانة، بالرغم من جهود الدولة الحثيثة للقضاء على هذا العائق ومن بين الحلول المقترحة منح التراخيص لحفر الآبار–يضيف- إلا أن ما يزيد عن 8 ألاف هكتار لا تستفيد منها سوى ألفا هكتار فقط من السقي من مياه سد بورومي، لأن كمية المياه الكبيرة لهذا السد موجهة للشرب على حساب الفلاحة الأمر الذي جعل الفلاح يعيش في قلق. ناهيك عن مشكل التسويق الذي بسببه تتكدس الكثير من المحاصيل ثم تتلف.
ويرى رئيس قسم الفلاحة ببلدية موزاية بأن تضرر مختلف المحاصيل ونقص الإنتاج راجع لعدم سقوط الأمطار منذ شهر مارس الفارط وقلة مياه السقي للأشجار المثمرة التي تتطلب 10 ملايين متر مكعب مقابل 3 ملايين فقط لهذه السنة وهي كمية قليلة جدا -حسب المتحدث- من أجل توفير منتوج جيد.
وفي الأخير حذر الفلاحون من خطر تناول البرتقال الذي يسوق هذه الأيام خصوصا ذو اللونين الأصفر والأحمر بسبب الأسمدة الضارة المستعملة والخطيرة على صحة المواطن من جهة مؤكدين بأن موسم جني البرتقال يبدأ مع دخول شهر ديسمبر .
المصدر : الإذاعة الجزائرية
- القناة الأولى