هدد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، ببناء جيش عراقي رديف ممن سمّاهم بـ"المتطوعين"، متحدثاً عن "وجود مؤامرة في الموصل سيجري محاسبة المسؤولين عنها .
وجاء حديث المالكي بالتزامن مع استمرار مشهد "الاستسلام" الذي يرى كثيرون أنه "غير بريء" للقوات الأمنية الحكومية في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى، على الرغم من دفع رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بثلاث فرق عسكرية من الجنوب، البصرة وذي قار والنجف تحديداً، إلى المناطق الساخنة.
لكن كل ذلك لم يحل من دون سقوط الحويجة في محافظة كركوك بالكامل، تلتها مدينة بيجي شرق تكريت، التي تضم أكبر مصفى نفطي عراقي، والمسؤولة عن امدادات البنزين وزيت الغاز المشغِّل لمحطات الطاقة، على وقع انسحاب ما تبقى من قوات حكومية من مناطق الفلوجة وأرجاء أخرى من الأنبار، غربي البلاد.
ويعود المحلل السياسي العراقي سعيد التميمي في حديثه لبرنامج "حدث وحديث" لإذاعة الجزائر الدولية ، الأربعاء، إلى خلفيات سقوط الموصل في أيدي المسلحين مؤكدا أنه "استنادا لتصريحات محافظ الموصل فإن تنظيم داعش ليس وحده الذي دخل المدينة وسيطر عليها، وإنما دخولها كان بتسهيل من الخارج أي من سوريا وإيران مؤكدا من غير المعقول أن تسقط مدينة سكانها ثلاثة ملايين وبها جيش قوي، وإنما الناس خافت من داعش لأنها مرتبطة في المخيلة بالقتل والإرهاب".
واضاف:" ثانيا: أوضح المحافظ أن جميع الجماعات المعارضة للنظام في الموصل من الجيش السابق أو من السياسيين الذين يرفضون الوضع السياسي، قاموا أيضا في المدينة لأنهم لم يجدوا أذانا صاغية من دولة عاملتهم معاملة إرهابيين فهؤلاء أيضا تحركوا ليس تضامنا مع داعش بل استياء من النظام والدولة. وقال علينا أن نتعامل مع السياسيين وألا نعتبرهم إرهابيين".
وتابع المحلل السياسي العراقي سعيد التميمي في حديثه لبرنامج "حدث وحديث" لإذاعة الجزائر الدولية أن "الأنهيار لم يحدث فقط في الموصل، بل تعداه إلى مدن تكريت وبيجي ومحافظة صلاح الدين والفلوجة، والكل يتوقع أن يمتد الإنهيار إلى بغداد نفسها".
وأضاف:" الغريب أن هذا الإنهيار جاء بعد أقل من يوم من تصريح المحافظ الذي أكد فيه وجود خطة عسكرية قوية، وذلك بناء على ضمانات تلقاها من قيادات عسكرية بالمدينة".