أكد المشاركون في برنامج "في خفايا المعلن" لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء على أن الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في ليبيا يوم 25 جوان تعد الحل الوحيد للأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة التي يشهدها الشارع الليبي أمام التجاذبات الموجودة بين التيار الإسلامي والليبرالي إلى جانب المواجهة العسكرية التي يقودها اللواء حفتر معتبرين أن الأطراف المتنازعة مجبرة على تقديم تنازلات بالانصياع إلى النتائج التي سيفرزها صندوق الانتخابات .
وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3عبد الوهاب بن خليف أن هذه الانتخابات البرلمانية بالرغم من أنها تأخرت نوعا ما تعتبر خطوة هامة لاسترجاع الشرعية المفقودة منذ شهر فبراير الماضي مضيفا أن إجراء هذه الاستحقاقات ضروري بالنظر إلى التداعيات الأمنية الخطيرة التي تشهدها ليبيا من صراع وانقسام من خلال العمليات العسكرية التي يقودها اللواء حفتر في الشرق.
وقال عبد الوهاب بن خليف إن هذه الانتخابات تبقى الوسيلة المثلى لتحافظ ليبيا على شرعية مؤسساتها خاصة أمام المعطيات الأمنية الخطيرة والتجاذبات السياسية الموجودة بين التيار الإسلامي والتيار الليبرالي مؤكدا ان الليبيين ليس لديهم إلا خيار إنجاح هذه الانتخابات للعودة إلى الاستقرار ،كما أن هذه الاستحقاقات البرلمانية ستكون خطوة نحو الانتخابات الرئاسية وإقرار الدستور .
كما يرى الدكتور بن خليف أنه يوجد من يعارض إجراء هذه الانتخابات بسبب التخوف من سيطرة الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان وبالتالي تكرار السيناريو المصري مبرزا الصراع الكبير الموجود داخل البرلمان الليبي بين من يدعم التيار الإسلامي والتيار الليبرالي وبالتالي يجب أن يكون البرلمان الجديد برلمان متوازن قادر على اتخاذ قرارات صائبة لحل الأزمة الليبية .
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 رابح لعروسي جامعة الجزائر 3 أن الانتخابات البرلمانية تبقى الحل الوحيد لوضع حد للأطراف المتنازعة والتي ستكون –حسبه- مجبرة على التنازل والتوافق والانصياع إلى شرعية الصندوق .
واعتبر رابح لعروسي أن هذه الانتخابات عرفت تأخرا كبيرا حيث شهدت لبيبا فراغا سياسيا في ظل اخفاقات المؤتمر الوطني العام الذي ترتب عن تمديد عهدته منذ شهر فبراير الماضي دخول ليبيا في فوضى سياسية وأمنية عارمة .
هذا واعتبر الكاتب الصحفي الليبي معتز المجدري أن ليبيا بحاجة إلى جسم برلماني جديد بإمكانه تحمل التركة الثقيلة السيئة التي سيرثها من المؤتمر الوطني العام ومواجهة الأزمة التي تعصف بالبلاد مبرزا أن الأزمة التي تعيشها ليبيا هي أزمة سياسية بحتة وبالتالي ننتظر من الانتخابات البرلمانية الخروج ببرلمان متوازنا قادر على اتخاذ قرارات متزنة .
كما أشار إلى أن البرلمان الجديد سيواجه عدة صعوبات خاصة أمام دعوات المقاطعة وتأجيل الانتخابات إلى ما بعد إقرار الدستور .
المصدر:الإذاعة الجزائرية