يبقى حلم الإبداع والممارسة في الفعل الثقافي، مطلبا يتداوله مثقفو مدن وقرى الجنوب الجزائري الكبير. بالرغم من وعي هذه الفئة بحكم العراقيل التي تحول بينها وبين وصف حال الثقافة في هذا الجزء من القطر الجزائري، خاصة منها شح الممولين للنشاطات الثقافية، بعكس ولايات الشمال التي تحظى برعاية المؤسسات العمومية والخاصة. فما هو المطلوب لتحقيق تغطية ثقافية تصل إلى آخر نقطة من صحراء بمساحة قارة وتاريخ أمة وموروث ثقافي أصيل.؟
و للإجابة على هذا الاشكال قامت نوال بن قويدر من الإذاعة الثقافية بإنجاز هذا الروبرتاج لتسليط الضوء على المشاكل الحقيقية التي تواجه الفاعلين في قطاع الثقافة بالجنوب.
الجمعيات الثقافية ... حجر الزاوية لتحريك الفعل الثقافي بالجنوب
وكشف كريم أغريب، مدير الثقافة بولاية تمنراست، إلى أن عدد الجمعيات التي تنشط بالولاية يفوق عدد الجمعيات الموجودة في مناطق الشمال قاطبة. كما أن أغلب هذه الجمعيات يترأسها نساء.
وأوضح أغريب، إلى أن تمنراست تزخر بموروث ثقافي كبير يضم العديد من الفنون التي تعد فنون حياة وليست مرتبطة بمناسبات بعينها. وأضاف إلى أن عبئ تفعيل الفعل الثقافي بالولاية يقع على عاتق هذه الجمعيات، إذ أنه من المستحيل على الإدارة أن تصل إلى كافة أرجاء الولاية.
وفي نفس الإتجاه يذهب مدير الثقافة لولاية بشار، عبد العزيز عبابسية، الذي يرى أن مصالحه تنسق بشكل كلي مع الجمعيات المحلية. ويرى المتحدث أنه لا مجال للمقارنة بين النشاطات الثقافية بين ولايات الشمال ونظيراتها في الجنوب. وأشار إلى أن بلديات الجنوب لا تتوفر على الإمكانيات المادية لنقص النشاط الإقتصادي الذي تعد مصدر الدخل الرئيسي للبلديات. لذلك فأغلبها تنتظر ما ستجود به وزارة الثقافة.
النشاط الثقافي بعين صالح ... لا يعكس حجم وعراقة المدينة
تعد مدينة عين صالح مثال حي للعزلة الثقافية بين مركز الولاية وبلدياتها وقراها. وعلى الرغم من غنى هذه المدينة بمواهب وقدرات شبابها في كل مجالات الإبداع، إلا أنها تعاني من مشاكل عدة، تفرض على المثقفين التخبط في محاولات قد تلقى صداها أو تموت قبل أن تولد.
وفي هذا الصدد، يقول الفنان سعيد بن خيرة، أن المدينة لا تزال ضعيفة في المجال الثقافي. وأضاف أن أول عائق يواجه المثقف إبن عين صالح هو البعد عن عاصمة الولاية. أضف إلى ذلك ضعف نشاط المراكز الثقافية بعين صالح.
المصدر: نوال بن قويدر من الإذاعة الثقافية
