دخل قطاع غزة في هدنة لمدة 72 سا هذا الثلاثاء بعد 29 يوما من العدوان الهمجي الإسرائيلي، الذي خلف ما يزيد عن 1900 شهيد فلسطيني و أكثر من 9500 جريح كما أكدت مصادر إعلامية عدم تسجيل أية غارة أو خرق مع بدء الحركة في شوارع القطاع من قبل المواطنين الراغبين في تفقد منازلهم و اقتناء حاجياتهم .
و حسب مراسل الإذاعة الجزائرية في غزة خضر الزعنون لا زالت أجواء الترقب والحذر تسود القطاع خوفا من عودة القصف الطيران الحربي الإسرائيلي من مدفعيات و دبابات الاحتلال .
وفيما يتعلق بالوضع الميداني فان الجيش الإسرائيلي انسحب بقواته بشكل تام من مختلف المناطق في قطاع غزة، كما تم انتشال المزيد من جثث شهداء غزة من تحت المنازل التي دمرتها القوات الإسرائيلية من مختلف مناطق القطاع .
من جهته اعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 64 جنديا و إصابة نحو 400 آخرين بجراح من قبل المقاومة الفلسطينية التي أطلقت 20 صاروخا اتجاه المدن وخصوصا مدينة القدس المحتلة و مدينة الأريب كما كانت الآلة الإسرائيلية استبقت ساعات التهدئة قبل الثامنة صباحا بعملية قصف بمختلف المناطق بالقطاع خصوصا من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي .
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم في القدس المحتلة 27 فلسطينيا في مناطق متفرقة من سلوان و بلدة القدس المحتلة ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى 457 معتقل.
الناطق الرسمي باسم الأنروا :غزة تعيش وضعية بائسة ومنهارة..
هذا ويعيش قطاع غزة وضعا كارثيا جراء الحصار والعدوان الاسرائيلي المتواصل منذ حوالي شهر بقصف كافة مواقع المدنيين، حتي المدارس التابعة لوكالة غوط و تشغيل اللاجئين والتي تأوي نصف مليون نازح معظمهم أطفال ونساء.
وفي هذا الجانب أكد عدنان أبو حسنة الناطق الرسمي باسم منظمة الأنروا في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أن الأوضاع في قطاع غزة بائسة و منهارة تماما بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دمرت آلاف البيوت والتي نجم عنها انقطاع خطوط المياه و الكهرباء على أكثر من مليون مواطن في غزة، كما أن الكهرباء -يضيف المتحدث- تأتي لمدة نصف ساعة في اليوم و أن نظام الصرف الصحي منهار تماما.
كما كشف عدنان أبو حسنة عن تسجيل نصف مليون نازح منذ بداية العدوان الاسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة مبرزا سعي منظمته لتوفير الطعام لآلاف من الفلسطينيين.
انطلاق مفاوضات جديدة بين فلسطين واسرائيل بالقاهرة لوقف العنف بغزة
من جانبه أكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش في اتصال هاتفي للقناة الأولى، انه بدأت اليوم الثلاثاء بالقاهرة ، جولة جديدة من المفاوضات بين الوفد الفلسطيني والاسرائيلي، الذي وصل اليوم إلى القاهرة ، لبحث المطالب المرفوعة التي يتشبث بها الشعب الفلسطسني ،من اجل وقف العنف في قطاع غزة و فتح المعابر و إطلاق سراح الأسرى و الانطلاق في مفاوضات جدية لإنهاء الاحتلال.
كما ستناقش المفاوضات كل طرف على حدي، للاستماع إلى مطالبهم و نقل المطالب إلى الطرفين ، بأمل أن ينتهي العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة.
وفي نفس السياق سيلتقي الأعضاء ال193 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة صباح هذا الأربعاء بنيويورك في دورة طارئة مخصصة للوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة،لاسيما قطاع غزة انضماما للمبادرة الجزائرية حسبما علمته وكالة الأنباء الجزائرية من مصدر دبلوماسي بنيويورك.
وغداة بدء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة أطلقت الجزائر في سياق رد فعلها المدين والمندد بهذا العدوان مبادرتها الهادفة إلى"الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المتضررين"، هذا وتهدف مبادرة الجزائر التي تداولها الجهاز الدبلوماسي الجزائري عبر العالم إلى "إعادة خلق الأجواء لبعث مبادرة السلام التي يجب أن تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينة عاصمتها القدس الشريف".
عدة مداخلات ترد في جدول أعمال الدورة
ستشهد أشغال الدورة الطارئة عدة مداخلات ، ويتعلق الأمر أساسا بمداخلة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فليبو غراندي وكذا المنسق الخاص للأمم المتحدة من أجل مسار السلام في الشرق الأوسط روبير سيري.
ستتدخل الدول الأعضاء كذلك في إطار مبادرة الجزائر لفائدة الشعب الفلسطيني. ومن جهة أخرى ستسمح المبادرة الجزائرية التي يدعمها المجتمع الدولي لمجلس الأمن بتلقي"مشروع عربي"سيتم رسم خطوطه العريضة بالتنسيق مع الوفد الفلسطيني والمجموعات الإقليمية الأخرى.
تجند المجتمع الدولي
تحسبا لانعقاد الدورة الطارئة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة توجه وفد جزائري إلى طهران لتوضيح المبادرة الجزائرية أمام لجنة دول عدم الانحياز حول فلسطين التي كانت قد قدمت دعمها للمسعى.
وعقب اجتماع بلدان عدم الانحياز أعربت اللجنة عن يقينها من أن استدعاء مثل هذه الدورة سيسمح بالتطرق إلى العدوان الإسرائيلي على غزة وتجنيد المجتمع الدولي لهذا الغرض حسبما أشير إليه، هذا وبقيت لجنة دول عدم الانحياز مجندة لدراسة كل التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتعبير عن مواقف تضامنية باسم جميع الدول الأعضاء، كما نظمت مسيرات لدعم الفلسطينيين عبر العالم بسبب استمرار الإبادة بقطاع غزة داعية إلى الوقف الفوري لجرائم الحرب ولخرق القانون الدولي وكذا التنديد بصمت الحكومات.
وغداة دخول هدنة 72 ساعة حيز التنفيذ سجلت مصالح الإسعاف المحلية استشهاد 1.867 فلسطيني وجرح 9.500 شخصا، فيما فاق عدد المرحلين من بين فلسطينيي غزة 4.000 شخصا.
ومن مجموع 1.527 ضحية إرهاب يمارسه الكيان الصهيوني تم التعرف عليهم توجد أغلبية من المدنيين (86ر1.312 بالمائة)، من بينهم 408 طفل ومراهق و214 امرأة، ومن جهة أخرى دمر الجيش الإسرائيلي آلاف المنازل وقضى على اقتصاد يعاني من الحصار المفروض على هذه المنطقة الفلسطينية منذ سبع سنوات.
جدير بالذكر أفاد مصدر فلسطينى مطلع أن الرئيس الفلسطينيى محمود عباس يعتزم التوقيع على إجراءات الانضمام للمحكمة الجنايات الدولية خلال أيام، وأضاف أن "خطوة عباس ستتم من خلال التوقيع على معاهدة روما بما يمكن من مساءلة إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى"، وأوضح أن الرئاسة الفلسطينية قامت خلال الأيام الأخيرة بتوزيع نص رسالة الخطوة على كافة الفصائل الفلسطينية ، بما فيها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) و(الجهاد الاسلامى).
من جهته قال حسن العورى المستشار القانونى للرئيس الفلسطينى أن "من حق الفلسطينيين أن يتوجهوا للأمم المتحدة ويطلبوا منها تسلم زمام الأمور في فلسطين باعتبارها دولة تحت الاحتلال بحسب الاعتراف الاممى بها في نوفمبر 2012 ". ورفض العورى تأكيد الانضمام الفلسطينى لمحكمة الجنايات الدولية أو نفيه، لكنه شدد على"حق الجانب الفلسطينى في طلب كافة أنواع الحماية الدولية".
ويأتي ذلك فيما اجتمع وزير الشؤون الخارجية الفلسطينى رياض المالكى في جنيف اليوم مع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاى فاتوا بنسودا لاطلاعها على حيثيات الهجوم الاسرائيلى على قطاع غزة الذي بدأ في السابع يوليو الماضي.
وقال المالكى وفق بيان لوزارة الخارجية ان " اللقاء يأتى من أجل الاستفسار عن جميع الخطوات والقضايا القانونية والإجرائية التي يتوجب على فلسطين أن تقوم بها للالتحاق بمحكمة الجنايات الدولية والتوقيع على ميثاق روما بما فيها اختصاصات المحكمة الموضوعية من جريمة الإبادة الجماعية وجريمة الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
وأعلن عباس في الأول من أفريل الماضى الانضمام إلى 15 معاهدة دولية من بينها اتفاقيات جنيف بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو في نوفمبر 2012 .
وقال مسؤولون فلسطينيون حينها أن التوقيع على طلب الانضمام لتلك المعاهدات الدولية "خطوة أولية قد تصل إلى طلب عضوية هيئات الأمم المتحدة خاصة محكمة الجنايات الدولية في لاهاى لمقاضاة إسرائيل".
المصدر : الاذاعة الجزائرية