أراد الناشطون الحقوقيون الصحراويون أن يبعثوا برسالة للعالم و للرأي العام الدولي لعدالة قضيتهم التي لا زالت تنتظر الحل، و قد التقوا في الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية المقامة ببومرداس في فعالية تحمل اسم "أكديم إزيك" و نظمت تحت شعار" سياسة التوسع و تصدير المخدرات المغربية عائق أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية.
و في هذا الشأن خصصت القناة الأولى هذا الأربعاء فضاء خاصا من مقر الجامعة الصيفية للصحراويين ببومرداس بمشاركة حقوقيين و إطارات جبهة البوليساريو و قد اثرى النقاش التي أدارته الزميلة أمال إدريس كل من سلامة محمد نائب رئيس المجلس الوطني الصحراوي و لبصير الشريف الناشط و المناضل الصحراوي و شارك في الحوار الدكتور سعيد العياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي و مستشار القناة الإذاعية الأولى الدكتور إسماعيل دبش أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية.
أوضح الدكتور سعيد العياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية تتمحور حول نقطتين الأولى إطلاع إطارات الجمهورية العربية الصحراوية على المستجدات في عدة مجالات عبر محاضرات ألقاها جامعيون جزائريون و صحراويون لفائدة المشاركين و الهدف الثاني يتمثل في وقفة تضامنية محضة مع الشعب الصحراوي لاسيما بعد التطورات التي عرفها ملفها على الساحة الدولية.
و أضاف الدكتور سعيد العياشي أن الإخوة الصحراويون قد أكدوا على التلاحم و التضامن من طرف إخوانهم الجزائريين و التفافهم حول قضيتهم العادلة و في كفاحهم المقدس.
كما أشار الدكتور العياشي إلى أن القلق المغربي جاء نتيجة جدية القادة الأفارقة و تمسك منظمة الوحدة الأفريقية بملف الصحراء الغربية وقد طرح جل القادة الملف في القمة الأفريقية و هو انهزام بالنسبة للدبلوماسية المغربية ، وقد اعترفت كل المنظمات الدولية الحكومية و غيرها بخروقات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، و كل سنة يأتي مجلس الأمن بلائحة تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و في كل تجدد الجمعية الرابعة التابعة للأمم المتحدة تأكيدها على أن هذه الأرض مستعمرة و الواجب على شعبها تحقيق مصيره عبر استفتاء تقرير المصير، و لذا وجب على الأمم المتحدة تطبيق وعودها في الميدان لتنظيم استفتاء شفاف و نزيه في حق الشعب الصحراوي.
من جهته ، نوه سلامة محمد نائب رئيس المجلس الوطني الصحراوي بالدعم وبالتضامن الجزائري للشعب الصحراوي الذي يشمل جميع الميادين و للجامعة الصيفية أهمية قصوى بما تحمل من دلالات و معان بالإضافة إلى التثقيف و تكوين وتأهيل الإطارات الصحراوية لبناء مستقبل الدولة الصحراوية المنشودة التي ستقام عاجلا أم آجلا.
و استطرد سلامة محمد قائلا "إن الجامعة الصيفية تعقد و الاحتلال لازال سائدا و يقمع في الشعب الصحراوي أينما وجدوا و لم يستمع للمواثيق الدولية و السجون المغربية مليئة بالمساجين الصحراويين مثل مجموعة أكديم إيزيك ،و بالرغم من الاحتلال هناك مساندة من المجتمع الدولي لكفاح الشعب الصحراوي ، فالقضية "أخذت أبعادا جديدة إن شاء الله تقربنا إلى الاستقلال".
و أضاف سلامة محمد أن الأمم المتحدة أقرت سنة 2015 التي ستكون سنة حاسمة بالنسبة للصحراويين في تقرير المصير وهو الهدف لذا قال -المتحدث ذاته- "نحن نناشد الأمم المتحدة و المجتمع الدولي و الشعوب المحبة للسلام أن يقفوا مع الشعب الصحراوي و يفضحوا هذا الاحتلال، فالشعب الصحراوي مقسم بين لاجئ و محتل يعذب و يقتل و محاصر فالعالم لا يعرف عنه شيء، والحل إما بالمفاوضات أو بالحرب ".
و بدوره قال لبصير الشريف الناشط و المناضل الصحراوي ، إن قضية الشعبين الصحراوي و فلسطيني واحدة ، و يعتقد أن المغرب نتيجة للضغوطات الدولية يعيش في حالة هستيريا في الآونة الأخيرة و هو متخوف من النضال الصحراوي و لاسيما في مجال حقوق الإنسان وقد منع وسائل الإعلام من الدخول للمناطق المحتلة بما في ذلك النشطاء الحقوقيين.
و أكد الدكتور إسماعيل دبش أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية أن عدم الوصول إلى التسوية و تنفيذ الشرعية الدولية هو عدم جدية مجلس الأمن في التعامل مع القضية الصحراوية مقارنة مع القضايا الأخرى، و المجلس فشل في فرض الشرعية الدولية المكشوفة الآن حيث تبين أن المغرب تمرد عليها بجميع المفاهيم سواء بمفهوم حقوق الإنسان أو بمفهوم القمع أو بمفهوم الاعتداء على موارد الشعب الصحراوي و كذا بعدم احترام توصيات مجلس الأمن إضافة إلى مفهوم المينورسو حيث حقوق الإنسان منتهكة.
و أردف الدكتور إسماعيل دبش قائلا " إن المغرب قد ضاعف من سياسة الهروب إلى الأمام إلى حد أنه يوجه التهم لأي طرف ليس للجزائر فقط و حتى لدولة السويد و لبريطانيا لأن تصريحاتها جد إيجابية تجاه القضية الصحراوية و كذا للولايات المتحدة الأمريكية التي انتقدتها بشدة ، و أمام الأمم المتحدة ملف تصفية الاستعمار الذي وفقت فيه و هناك عشرات المستعمرات تنتظر استفتاء تقرير المصير لذا وجب عليها التحكم في هذا الملف".
و يرى الدكتور دبش أنه على المغرب التوجه للتفاوض مع جبهة البوليساريو نتيجة رفض الشعب الصحراوي للعيش تحت وطأة الاحتلال لإيجاد حل للقضية في إطار الشرعية الدولية الذي سوف يكون في صالح المغرب قبل غيره من الدول.
كما تطرق المشاركون في الحصة إلى الثروات الصحراوية المنهوبة من طرف المغرب وإغراقه العالم بالمخدرات التي تهدد الشعوب المغاربية ومنطقة الساحل ككل.
المصدر: الإذاعة الجزائرية