تطرق برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء إلى أهم ما تم تحقيقه في المفاوضات الجارية حاليا بالجزائر بين الفرقاء الماليين في جولتها الثانية ودور الوساطة الجزائرية في هذا اللقاء حيث أكد المشاركون على دور الجزائر المحوري في حل هذه الأزمة ودفع المفاوضات إلى الأمام لتمكين مالي من تحقيق انجاز سياسي لإنهاء الصراع مبرزين سعي بعض الأطراف لعرقلة مسار هذا اللقاء .
وفي تدخله اعتبر المحلل الأمني الدكتور على الزاوي أن الجولة الثانية من مفاوضات مالي تعد مصيرية خاصة أمام سعي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد لعرقلة وتشويش هذا اللقاء عكس الحركات الخمس المفاوضة التي تود الخروج بنتائج ايجابية مضيفا أن الأزواد تعمل من خلال مطالبتها بالاستقلال الذاتي وعدم نزع السلاح على ضرب الوساطة الجزائرية بأجندة مغربية وفرنسية .
وأكد علي الزاوي أن كل الدول لديها قناعة بأن الجزائر اليوم هي الدولة المحورية في حل أزمة مالي سلميا بدون أي تدخل عسكري على الرغم من التشويش الفرنسي والمغربي عن طريق الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي أصبحت تفرض نفسها في المنطقة.
وأوضح المتحدث ذاته أن مطلب الانفصال والحكم الذاتي سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة وأنه لا مناص من الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي .
هذا ويرى الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية ومحلل القناة زهير بوعمامة أن قدرة الجزائر على جمع جميع الفرقاء الماليين الذين كانت لغتهم الرصاص والدم على طاولة الحوار للتوصل إلى حل سلمي يعد في حد ذاته خطوة ايجابية للديبلوماسية الجزائرية بالنظر إلا أنها أمام ملف معقد مضيفا أن المرحلة الثانية من المفاوضات هي مرحلة صعبة لأنه سيتم التطرق إلى التفاصيل.
كما أبرز زهير بوعمامة أن المعطى المغربي أساسي في أزمة مالي حيث هناك انزعاج مغربي من الوساطة الجزائرية ولذلك ستعمل المغرب على عرقلة المفاوضات غير أن كل المعادلات في المنطقة تحولت إلى صالح الجزائر التي تعد من وجهة نظر معظم الدول الدولة الأكثر مصداقية وقدرة على إدارة ملف أزمة مالي والدليل أنه هناك حركات في المنطقة تثق ثقة عمياء في ايجابية الدور الجزائري.
من جانبه تطرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور سالم برقوق إلى القرار الأممي الأخير2156 الصادر في 25 جوان الماضي الذي ركز بإلحاح على الدور الجزائري الجوهري والمحوري في حل أزمة مالي رغم تدخلات بعض الدول التي أرادت خلق مشاكل للجزائر من خلال تدويل هذه الأزمة.
وأضاف الدكتور سالم برقوق أن فرنسا سلمت ملف مالي للجزائر بعد أن أدركت أنها لو تدخلت في مستنقع مالي لن تخرج منه وهذا ما يزيد من مصداقية السياسة الخارجية الجزائرية والتي تطرح مبادرة سلمية وسياسية محظة من دون تهميش أي حركة من حركات مالي .
المصدر:الإذاعة الجزائرية