تنطلق، اليوم الخميس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، فعاليات الطبعة 19 من صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي يدوم إلى غاية يوم 8 نوفمبر القادم.
وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال، بعد ظهر الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن الدولة ستواصل دعمها للكتاب وللناشرين خدمة للمقروئية وللثقافة بصفة عامة.
وقال السيد سلال في تصريحات للصحافة بمناسبة إشرافه على افتتاح الطبعة ال19 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بأن الدولة ستواصل دعمها للناشرين الجزائريين وللكتاب, مبرزا الحاجة إلى "التوصل إلى مستوى ثقافي متطور" لدى القارئ الجزائري.
كما أبرز الوزير الأول لدى توقفه عند جناح دار النشر "القصبة" أهمية الاهتمام بالكتاب الموجه لفئة الشباب.
وفي ذات السياق شدد السيد سلال بمناسبة زيارته لجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية على ضرورة "الاهتمام بالكتاب العلمي" من خلال تكثيف الإصدارات الخاصة بهذا المجال, تماشيا مع التطور الحاصل في الحركة العلمية على المستوى العالمي.
ولدى توقفه بجناح وزارة الشؤون الدينية, طالب الوزير الأول بإعداد "بنك معلومات" خاص بإصدارات هذا القطاع, مشددا على ضرورة "التقرب" من الجالية الجزائرية بالخارج من خلال هذه الإصدارات.
وبالجناح الخاص بالشريط المرسوم, أكد السيد سلال على ضرورة الاهتمام بتطوير تقنية "البراي", مبرزا استعداد الدولة لمد يد العون للناشرين من أجل تطوير هذا المجال خدمة لفئة المكفوفين.
كما استفسر السيد سلال خلال زيارته لعدد من الاجنحة المخصصة لدور النشر الجزائرية عن "مستوى الانتاج كما ونوعا وعن حركة التسويق" حيث قدمت له شروحات في هذا المجال.
وعلاوة على هذه الأجنحة زار السيد سلال --الذي كان مرفوقا بأعضاء من الحكومة -- عددا من دور النشر العربية والأجنبية.
من جهته، عبر وزير الاتصال حميد غرين عن ارتياحه لمستوى الاحترافية التي بلغها الناشرون و المكتبيون الجزائري. و قال أن صناعة الكتاب في الجزائر تشهد تحسنا و ذلك راجعا بفضل الجهد المبذول من قبلهم في تكوين أنفسهم في هذا الميدان الحساس.
من جهتها عبرت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، عن سعادتها في أن تكون بلادها ضيفة الشرف لهذه الطبعة، مشيرة إلى أن الصالون الدولي للكتاب يعد من أهم معارض الكتب في العالم.
هذا و تخصص هذه الطبعة من الصالون لاحياء الذكرى الـ 60 لاندلاع ثورة التحرير الوطني ضمن البرنامج المسطر لسنة 2014 لهذا الموعد السنوي لمهنيي الكتاب الذي سيفتح ابوابه للجمهور يوم غد الخميس كما تم اختيار الولايات المتحدة الأمريكية ضيفة شرف هذه الطبعة حسبما اكده محافظ الصالون الدولي للكتاب مسعودي حميدو خاصة مع الاهتمام المتزايد بالغة الاجليزية من قبل الشباب الجزائري
كما سيحتضن قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة النشاطات المعتادة لاسيما ندوات و موائد مستديرة مخصصة لاحياء ذكرى اول نوفمبر. و على هامش هذا المعرض الكبير الذي سيجمع 900 عارض كما يتضمن الصالون لقاءا بين مؤرخين جزائريين و اجانب لمناقشة الاحداث التي ادت الى اندلاع الثورة و سيرها و الهبة التضامنية العالمية مع كفاح الجزائريين من اجل الاستقلال.
و الى جانب شهادات حية سيجمع الصالون مؤرخين كمحمد القورصو و محند اعمر عمار و فؤاد صوفي (موثق) و بورنا بونياتو (ايطاليا) و جيمس هاوز (بريطانيا العظمى) و بانجمين برووار (الولايات المتحدة الامريكية) و دومينيك والون (فرنسا) و الصيني ليو لين.
و من المقرر تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع "التاليف خلال الثورة" و "ناشرون مناضلون من اجل استقلال الجزائر" و "كيف نحرر التاريخ من التاثير الاستعماري". و سيخصص الصالون تكريماته التقليدية هذه السنة الى الكاتب ايمانويل روبليس و الصحفي و المناضل المناهض للاستعمار جان لوي هورست الذي توفي في ماي 2014 و الشاعر الفلسطيني سميح القاسم و جائزة نوبل للادب غابرييل غارثيا ماركيث الذين توفيا هذه السنة و كذا المؤرخ ابو القاسم سعد الله المتوفى سنة 2013.
كما سيتم تنظيم تكريم للمفكر و السياسي الجزائري مصطفى لشرف (1917-2000) التي ستكون اعماله محور يومين دراسيين في اطار هذا الصالون. كما يولي مهنيو الكتاب الحاضرين كل سنة لتقديم جديدهم بصفة حصرية خلال هذا الصالون جاعلين منه دخولا ادبيا هذه السنة اهمية قصوى لاحياء الذكرى ال60 للفاتح من نوفمبر مع تخصيص جزء كبير من العناوين المقترحة خلال هذا اللقاء لموضوعي التاريخ و الذاكرة.
كما يعد الناشرون و الموزعون و اصحاب المكتبات مدعووين للمشاركة في مائدة مستديرة للتطرق الى نشاطاتهم. و لم تسجل اللقاءات المماثلة المبرمجة في الصالون خلال طبعته لسنة 2012 مشاركة كبيرة لمهنيي الكتاب.
جسور بين الادب و الصحافة و السنيما
و الى جانب التاريخ يسعى الصالون الى مد جسور بين الادب و الصحافة بمشاركة نحو 30 صحفيا و مؤلفا على غرار هاجر قويدري و حبيب ايوب و كمال داود و يوسف ادريس و ارزقي مترف للتطرق الى انتقال الصحافة الى الادب و العلاقة بين هذين المجالين. كما ستتم معالجة العلاقة بين الادب و الفن السابع من خلال عرض افلام مقتبسة من روايات بالمساهمة مع متحف السنيما للجزائر العاصمة الى جانب تنظيم عرض بالشركة الجزائرية للمعارض.
كما خصص الصالون هذه السنة مجددا فضاءا للادب الافريقي بينما لن يتم هذه السنة تنظيم الملتقى الدولي من قبل المركز الوطني للدراسات حول ما قبل التاريخ و الانتروبولوجيا و التاريخ الذي نظم خلال الدورتين السابقتين.