في إطار البرنامج الخاص بالطبعة الخامسة لمهرجان الفيلم الملتزم وفي يومه الأخير للعروض السينمائية والوثائقية، عرض أمس الأربعاء بقاعة الموقار فيلم "تومبوكتو" ، الذي نال شهرة كبيرة بافتكاكه للعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية سيما ترشيحه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الأخيرة، لمخرجه الموريتاني عبد الرحمن سيساكو وذلك أمام جمع غفير من الحضور سواء كانوا من أسرة الفن السابع أو من محبي السينما.
و يحاكي الفيلم ، في مدة 97 دقيقة ، الواقع المر الذي تعيشه مدينة تومبكتو، وهي مدينة تعتبر العاصمة الثقافية والتراثية لجمهورية مالي وملتقى الحضارات والثقافات منذ مئات السنين وتعد جوهرة الصحراء الكبرى، بعد أن تسقط بين أيدي الجماعات المسلحة،من مارس 2012 حتى بداية 2013، فتفرض فيها قانون تسيير خاص بها ويساير مزاج عناصرها من خلال الشرطة الإسلامية والويل لمن يجرؤ على الوقوف في وجهها حيث يتعرض لعقاب شديد كالجلد والرجم وتنفيذ أحكام الإعدام ومن بين المحرمات التي تفرضها الشرطة الإسلامية عدم التدخين والإصغاء للموسيقى.
وفي خضم هذه الأحداث تقع حادثة بطلها صاحب قطيع من البقر تتعرض إحدى بقرته إلى القتل العمدي من قبل صياد سمك مما يدفع بصاحبها إلى الشجار مع الصياد ويكون ختامه القتل برصاصة طائشة فيتم القبض عليه لتكون نهايته و زوجته الموت رميا بالرصاص من أمير الجماعات المسلحة.
رغم أن الفيلم نال شهرة واسعة إلا انه لم يرق أن يكون مجرد صورة نمطية لما ينتظره الغرب سيما فرنسا من مثل هذه الأفلام والتي تخدم مصالحها من خلال تبرير الدوافع التي جعلتها تشن هجوما على هذه المدينة علما أن الفيلم تعرض لانتقاد لاذع عند عرضه بمسقط راس مخرجه عبد الرحمن سيساكو حيث أثار بعد عرضه جدلا واسعا في الشارع الموريتاني.
فالبعض اعتبروا الفيلم عملا فنيا يستحق الإشادة لأنه حاول أن ينقل معاناة واحدة من أعرق المدن التاريخية في مالي فيما انتقده البعض الآخر بقوة ووصفوه بـالعمل المبتذل الذي كرس وجهة النظر التي تتبناها فرنسا ومالي، والصورة النمطية السلبية للجماعات الجهادية.
للإشارة سيشهد حفل الختام المرتقب تنظيمه اليوم توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الخاصة بالأفلام الطويلة والوثائقية.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية