تحتفل العائلات الجزائرية الليلة بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حيث يستقبل الجميع الحدث بغبطة خاصة ويستعد الأطفال للمناسبة قبل الموعد بأيام حيث يشتري هذا الشموع وذاك يتربص لبدء بيع المفرقعات حتى يأخذ نصيبه منها ويضيء بذلك ليلته بالسماع لأقوى المدويات بالرغم من الضرر الذي قد يصحب ذلك.
وككل سنة تحاول مصالح الأمن التقليل من الأضرار الناجمة عن الاحتفالات بالمولد النبوي بغلق الأكشاك" المناسباتية " المخصصة لذلك، و تسبق ذلك الحملات التحسيسية التي تنصح بعدم استعمال المفرقعات باعتبارها تشكل خطرا على الأمن العام ولا تمت بصلة لديننا الحنيف الذي ينصح بالغبطة والفرح بالطرق المشروعة والتي تحفظ صحة الإنسان .
وفي الصدد يرى أستاذ الشريعة بمعهد علوم الشريعة لخضر دلهوم أن الاحتفال بالمولد يجب أن ستسم بأخلاق دينا الحنيف .. بالتسامح والتزاور بين الأقارب وأن تكوزن العلاقة علاقة تراحم وتذكر لمحطات حياة النبي عليه الصلاة والسلام وينصح الاستاذ بجامعة الجزائر أن "تخصص ميزانية الاحتفال للفقراء والمساكين عوض ضياعها في المفرقعات وأساليب الاحتفال التي تؤذي وقد تؤدي إلى فقدان بصر هذا واحتراق جلد ذاك".
وبغرض درء المفاسد التي قد تصحب الاحتفالات بمولد النبي خصصت الإذاعة الجزائرية بمعية مصالح الحماية المدنية حصصا توعوية للتحسيس بمخاطر استعمال المفرقعات خلال الاحتفالات عبر عديد محطاتها الجهوية وهو ما يستحسنه الملازم أول نسيم برناوي من خلية الإعلام للحماية حيث يأمل أن تكون الحملة قد آتت أكلها وأن تصدق الليلة مسعى الحماية المدنية والإذاعة الجزائرية في الاحتفال دون أذى.
وبحسب الملازم أول، نسيم برناوي فإنه ونظرا إلى الأضرار الجسيمة التي تسجل كل سنة في مثل هذا الموعد من خسائر وحوادث مؤلمة، توصي المديرية كافة الأولياء بضرورة توعية أبنائهم بمدى خطورة العديد من المواد التي تباع في الأسواق الموازية، خاصة تلك التي تتسبب في انفجارات خطيرة، قد تصيب اليد وتبتر الأصابع مثل ما تم تسجيله خلال السنوات الماضية، ومنها ما يصيب العين، بالإضافة إلى فقدان حاسة السمع لدى البعض، في وقت تندلع فيه الحرائق على مستوى الألبسة والشرفات والغرف وقد تمتد إلى كامل البيت.
وهو ما يدعو إلى تجنب رمي هذه المواد النارية على الأشخاص والسيارات وبالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات البنزين ومواقف السيارات.
كما تدعو المديرية إلى ضرورة وضع الشموع على دعائم ثابتة وغير قابلة للالتهاب وإبعادها عن الأفرشة والأثاث وعدم تركها مشتعلة دون مراقبتها مع إبعادها عن الأطفال رفقة علب الكبريت التي تعتبر الوسيلة الأكثر استخداما لإشعال الألعاب. وتنهي المديرية بيانها إلى كافة المواطنين بالدعوة إلى الاتصال بالرقم 14 في حالة حدوث أي طارئ
مصالح الاستعجالات بالمستشفيات كذلك تتمنى أن لا تعج بالمصابين، جاء ذلك على لسان الدكتور رابح عشيش وهو مختص في الأمراض الصدرية والحساسية والذي يرى بأن يحتفل الجزائريون دونما المساس بصحتهم حيث يؤكد المختص أن بعض الإصابات في العين قد تؤدي إلى العمى الأبدي وهو أمر لا يمكن أن يقبله عقل كما أن بعض الدخان المنبعث عن المفرقعات قد يصيب الأطفال بحساسية تنفسية مستقبلا وهو الأمر الذي يحذر منه الدكتور .
المصدر : الإذاعـــة الجزائرية